مأساة "عبده".. باع كل ما يملك ليعالج زوجته.. وينام في "جراج سيارات"
لا تتوقف دموعه أثناء الحديث عن مأساته، لا يشغل باله ليل نهار سوى أن يجد مكانًا يؤويه هو وزوجته المريضة وأبناؤه الثلاثة من برد الشتاء وتعدي البلطجية، عبده محمود (40 عاماً) باع كل ما يملكه ليصرف على علاج زوجته المصابة بدرن وربو بالصدر، اضطر أن يبيع محله الذي ورثه عن والده الترزي حتى محتويات المنزل ليدفع الإيجار لكن كان مصيرهم الطرد بعد أن عجز عن السداد، "أنا ببات في جراج في ناهية البلد أنا وأسرتي ومش معانا حتى بطانية".
لم يسلم "عبده" حتى من الإرهاب وسمعته لأنه يسكن منطقة ناهيا البلد التي تضم مطلوبين في قضايا إرهاب، فأصبح "عبده" عرضة أيضاً للتفتيش في أي وقت من قوات الأمن وعرضة للاشتباه، ويقول "الشرطة دخلت عليا زق وضرب قدام عيالي ولما عرفوا ظروفي اعتذرولى وقالولي معلش بندور على إرهابيين"، مشيراً إلى أنه لجأ لعدد من الجمعيات الخيرية حتى يحصل على قرض حسن لكنه لم يستطع، وفق قوله "روحت أعالج مراتي على نفقة الدولة قالولي مابنعالجش المرض ده لأنها مش محتاجة عملية".
لدى "عبده" ثلاثة أبناء أكبرهم "رحمة" (11 عامًا) و"شهد" (9 أعوام) ومحمود (7 أعوام) لم يستطع أن يدخلهم العام الدراسي الخالي نظراً لضيق حالته المادية، ويقول "أولادي شايلين المسؤولية معايا ومستحملين هايعملو إيه"، ذهب "عبده" إلى الجميع حتى أقاربه لكن لم يجد من يمد له يد العون والمساعدة، حسب وصفه "كل واحد فيه اللي مكفيه وعنده هموم متلتلة"، مضيفاً أنه يغسل الآن السيارات بعد أن كان ترزياً وله شهرته، "كل اللي عايزه قرض حسن أقف على رجلي لحد ما ربنا يسهل".