نوادر وكنوز معرض الربيع.. بعض المعروضات يصل سعرها إلى 10 آلاف جنيه
نوادر وكنوز معرض الربيع
إلى جانب معروضاته الشائعة منخفضة الثمن من النباتات، يزخر معرض زهور الربيع كل عام بنباتات نادرة تصل أسعار بعضها إلى آلاف الجنيهات، بما يؤكد القيمة الاقتصادية الكبيرة لنباتات الزينة، والعائد الكبير الذى يمكن أن تدره، لا سيما إذا توجهت للتصدير.
فى أحد الأماكن المخصصة للعارضين بمعرض زهور الربيع 2023، الذى أقيم هذا العام بحديقة المتحف الزراعى بالدقى، وقف المهندس ناصر فاروق يستعرض بفخر جانباً من هذه النباتات التى تعهدوها بالرعاية على مدار شهور وسنين مضت، حتى جاءت للمعرض هذا العام.
من بين هذه النباتات النادرة، كما يقول المهندس ناصر، نخلة قصيرة من نوع «سبكس» تتصدر أحد أماكن العرض بالمعرض، ويميزها أن لها رأسين على غير العادة، وهو ما يجعلها من النوادر، ويصل سعرها إلى 10 آلاف جنيه، حسب قوله، علماً بأن النخل عموماً سعره مرتفع ويقاس بالسنتيمتر.
على بُعد خطوات أخرى أخذ المهندس ناصر يشير إلى نبات آخر اسمه «الأكزورا»، وهو نبات عشبى مزهر خلال فصلى الربيع والصيف، منه أنواع متداولة زهورها حمراء، وأخرى زهورها «فوشيا»، لكن النوع النادر ذو أزهار صفراء.
«الكاليسيا والقشطة والأكزورا الصفراء ودراسينا دراكو والباشون فروت» تخطف الأنظار
بالداخل كان هناك نبات «الكاليسيا»، وهو نبات داخلى (يوضع داخل المنازل) احتياجاته المائية قليلة، حتى إنه يمكن ريه كل 4 أو 5 أيام، ويمكنه تحمُّل الإضاءة المتوسطة، وعلى الرغم من أن تكاثره سهل «بالخلفات» ومن خلال «التفصيص»، فإن أسعاره مرتفعة نسبياً، حيث تصل للأحجام الصغيرة ما بين 150 إلى 200 جنيه، وقد تتجاوز ذلك فى الأحجام الكبيرة إلى مئات الجنيهات.
ومن النباتات الداخلية النادرة أيضاً كان هناك نبات «الفيكس ليراتا» أو ما يُعرف أيضاً بـ«ودن الفيل»، وهو من النباتات التى تتمتع بحجم ورقه كبير، بما يمكّنه من سحب كميات أكبر من ثانى أكسيد الكربون من داخل المنازل وإنتاج كميات أكبر من الأوكسجين، وبالتالى فهو مفيد للبيئة والصحة ومن النباتات التى تقاوم التغيرات المناخية.
أحد العارضين: وجودها أصبح دليلا على زيادة الوعي بأهميتها ودورها
وفى السياق نفسه، يشير المهندس إبراهيم بدران، أحد العارضين، إلى شجرة «دراسينا دراكو»، التى تُعتبر تحفة فنية حسب قوله، وتُستخدم فى تزيين الفلل، ويتعدى سعرها 10 آلاف جنيه تقريباً، حسب عمر الشجرة.
يلتقط المهندس نصر الدين محمود، أحد العارضين، طرف الحديث، مشيراً إلى أنواع أخرى من النباتات النادرة، ومنها «القشطة الحديثة»، التى تتميز عن نظيرتها القديمة بوجود فراغات داخل الورقة ووجود أفرع كثيرة للنبات، وبشكل عام فإن هذا النبات عريض وورقته سميكة جلدية، ويتحمل قلة الإضاءة والرى، ويسهل إكثاره لأن له جذوراً هوائية، ويسهل فصل أو قص العُقلة بالجذر الهوائى.
وهناك كذلك، كما يشير المهندس نصر الدين، نبات «السانجونيوم الوردى»، الذى جاء فى الأصل كشتلة من هولندا، وبعد ذلك تم إكثارها محلياً، وهو نبات نادر على عكس «السانجونيوم باترفلاى» الشائع، ذى الأوراق ذات اللون الأخضر فى أبيض.
ويشير «نصر الدين» كذلك إلى أن هناك مهندساً زراعياً مصرياً صنع شكلاً متميزاً باستخدام نبات «دراسينا ريكى»، وهو فى الأصل نبات عمودى، إلا أنه استطاع تضفير أكثر من نبات مع آخر، بعد أن كان يأتى نفس الشكل من هولندا بـ5 آلاف جنيه قبل ارتفاعات الأسعار الأخيرة، والآن أصبح يتم إنجاز نفس الشكل محلياً بما يقرب من ألف جنيه فقط.
ولا تقتصر النباتات النادرة على نباتات الزينة فقط، وإنما تشمل النباتات ذات الاستخدام المزدوج، ومنها نبات «الباشون فروت» الذى بدأ استخدامه أساساً باعتباره نباتاً متسلقاً سريع النمو وذا أوراق عريضة، بما يؤدى الغرض فى تغطية البرجولات أو إخفاء أى سطح غير مرغوب إظهاره، إلا أن الناس تنبهوا إلى أنه يعطى ثمرة طعمها جميل جداً، ويمكن إكثاره بالبذرة والعُقلة.
ويرى «نصرالدين»، الذى يعمل فى مجال نباتات الزينة منذ عام 1985، أن وجود مثل هذه النباتات النادرة، إلى جانب العديد من النباتات الشائعة الأخرى والجميلة والمفيدة أيضاً، أصبح دليلاً على الاهتمام المتزايد بنباتات الزينة وزيادة الوعى بأهميتها ودورها، بعد أن كانت تقتصر فى أواسط الثمانينات على ما يقرب من أربعة أنواع شائعة فقط، حسب تأكيده.