زملاؤه: الشوارع فى «أكتوبر» فاضية وسهل أى حد يضع قنبلة
كعادته اليومية أثناء ممارسة عمله، كرئيس مجموعة من عمال النظافة، تتولى تنظيف شوارع المجاورة العاشرة بالحى 11 TD بمدينة 6 أكتوبر، يقوم عبدالله بيومى ذو الـ 39 عاماً بتوزيع مهام العمل على الأفراد التابعين له، وبينما يتابع العمال، تقع عينه على كيس بلاستيكى أسمر اللون، يصيح بصوته الجهورى على «حسن» أحد العمال المرافقين له «تعال يابنى شيل الكيس ده حطه فى العربية»، كلماته الأخيرة تزامنت مع مد عصاه التى يتكئ عليها، لاستكشاف ما بداخل الكيس، كأمر معتاد، يتكرر بصورة شبه يومية أثناء ساعات العمل، كما يروى حسن الشاب العشرينى، الذى يميزه زى عمال النظافة الممهور باسم الشركة التى يعمل بها، ليدوى صوت انفجار الكيس الأسود فى أجواء المكان، ويدفع جسد عبدالله بيومى مشرف المجموعة إلى مسافة تجاوزت 4 أمتار، ليسقط جثة هامدة، يحاول العمال إسعافه، لكنهم يعجزون عن معرفة هل فقد الوعى أم فقد الحياة، بحسب رواية حسن عامل النظافة حتى وصول سيارة الإسعاف ليخبرهم المسعف بأن الرجل فارق الحياة وقلبه توقف تماماً عن النبض.
وائل مسعود، أحد سكان المجاورة العاشرة التى تتسم بالهدوء وتكاد تخلو شوارعها من المارة، يؤكد أن الانفجار وقع صباح أمس الأول فى تمام الساعة العاشرة، وتسبب فى وفاة العامل وتهشيم زجاج شقته التى تقع فى العقار المواجه مباشرة لموقع الحدث، وأوضح أن قسم الشرطة يبعد عنهم بمسافة لا تتجاوز الـ 100 متر، وأن المنطقة أول مرة يحدث فيها انفجار، لكنهم كانوا قبل ذلك يسمعون عن عمليات التفجير التى تقع فى مناطق مجاورة لهم داخل مدينة 6 أكتوبر، قائلاً: «ذنبه إيه الرجل اللى مات ده كان عامل نظافة بسيط ملوش دعوة بأى حاجة وجاى من محافظة بنى سويف علشان أكل العيش».
عمال النظافة الذين لم يقربوا المكان منذ وقع الحادث، التقت بهم «الوطن» بالقرب من السوق التجارى الذى يبعد عن موقع الحادث بعشرات الأمتار، حيث يقول حسين سعد، أربعينى العمر: «القنبلة اللى اتفجرت فى عم عبدالله دى كانت ممكن تتفجر فى أى حد منا، وطبيعة عملنا تتطلب منا تجميع أكياس القمامة من أمام العمارات وتفريغ صناديق الزبالة الموجودة فى الشوارع والميادين، منهم الله اللى كانوا السبب فى موت عم عبدالله».
بينما يروى محمود نصر، أحد العمال: «إحنا كنا شغالين زى كل يوم، وفجأة حصل الانفجار ومات عبدالله»، وأضاف: «الشارع فاضى وسهل أى حد يضع قنبلة فى أى وقت سواء بالنهار أو الليل لأن المنطقة يسودها الهدوء».