هاني الناظر: يجب الابتعاد عن التوتر العصبي واستقاء المعلومات الصحيحة والانشغال بالإيجابيات
رئيس «البحوث» الأسبق: التغذية والرياضة والنوم الجيد مفاتيح المواجهة
الدكتور هانى الناظر
أكد الدكتور هانى الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية والرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث، أن الأسباب النفسية، ومن بينها التوتر الشديد والعصبية، تعتبر من أهم العوامل وراء ما يعرف بـ«أمراض العصر»، بداية من الضغط والسكر والقولون العصبى انتهاء ببعض الأمراض الجلدية.
وأشار إلى أنواع جديدة من الأمراض مثل «إدمان السوشيال ميديا» الذى اعتبره ظاهرة غير صحية تؤثر فى قدرتنا على العمل، بل وتقود لأنواع من الجرائم. وقدم «الناظر» فى المقابل روشتة صحية لتجنب أمراض العصر، تبدأ بالبعد عن التوتر والعصبية، وصولاً لاتباع نمط حياة صحى، يشمل تغذية صحية ونشاطاً رياضياً.. وإلى نص الحوار
ماذا تقصد تحديداً بـ«أمراض العصر» التى تحدثت عنها مؤخراً فى تدوينة أثارت اهتمام الإعلام؟
- نمط الحياة الحالى يُظهر لنا مشكلات صحية لم تكن موجودة، مثل التوتر الشديد والعصبية اللذين يعانى منهما كثيرون الآن، فمنذ 70 سنة لم يكن التوتر مثل الموجود حالياً، والآن الجرائم طبيعتها تغيرت ووصلت إلى داخل الأسرة الواحدة نفسها، وتعتبر فى حد ذاتها مرضاً من أمراض العصر كنتيجة للتوتر والشد العصبى.
ومرضى كثيرون يشكون من قولون «ما بيخفش» ويتألمون منه، والأطباء يشخصونه على أنه قولون عصبى، وهذا من الأمراض التى بدأت تظهر خلال الـ40 سنة الفائتة. وهناك أنواع من الحساسية الجلدية بدأت تظهر لمرضى لم يعانوا من الحساسية من قبل، والإكزيما كذلك وأصبحنا نجدها نتيجة للعوامل النفسية التى يتعرض لها الإنسان. وهناك زيادة حالات ارتفاع ضغط الدم والسكر، ويمكن أن نجد شاباً يموت بأزمة قلبية، وهو أيضاً نتيجة التوتر والضغط العصبى، وهذا ما نسميه بأمراض العصر الحديث.
وهناك أمراض جاءت نتيجة تغير طباعنا فى الأكل مثلاً، واللجوء لأكلات «الفاست فود» أو الوجبات السريعة، بما تسببه من مشكلات صحية كبيرة جداً لم تكن موجودة، وأصبحنا نرى حالات سمنة أكثر، نتيجة الجلوس أمام التليفزيون والشاشات وتناول الطعام، وكل هذه أيضاً ضمن أمراض العصر الحديث. ومن ضمنها أيضاً، أمراض ظهرت مع تغير ظروف المناخ والبيئة، وهى مثلما تؤثر على الزراعة تؤثر أيضاً على صحتنا.
ما الروشتة التى تُقدمها لمواجهة هذه الأمراض؟
- أولاً البعد عن التوتر والشد العصبى الذى يضع الناس أنفسهم فيه، ودائماً نستقصى الحقائق والمعلومات من مصادرها الأصلية الصحيحة، والبعد عن مسببات أمراض العصر، ومنها الهم والنكد والشد العصبى، وهذا يحدث من خلال أننا عندما نعود من عملنا ليلاً لا نبحث عن الأخبار السيئة ونقرأها، ولا المصائب ونتتبعها.. ونبحث عن أشياء أخرى إيجابية نشغل أنفسنا بها، وبعبارة أخرى يجب أن نرى نصف الكوب الممتلئ.
وما دور نمط الحياة الصحى بما فيه الرياضة والغذاء الصحى فى مواجهة أمراض العصر؟
- لا بد أن نُكثر من شرب المياه وممارسة الرياضة أو المشى، فالرياضة أو المشى يجعلنا نُبعد عن الأفكار السلبية والانخراط فى المشكلات، وأنصح الناس بالمشى نصف ساعة يوماً بعد يوم، فالمشى يساعد على تنشيط الدورة الدموية، وضخ كمية دم أكثر للمخ، وهو ما يجعلنى أفكر صح أكثر، وأتذكر أفضل، لأن جريان الدورة الدموية يمنع النسيان، وهو صحى للقلب ويمنع تكوين الجلطات الدموية، وصحى للرئة والكلى والكبد والجلد ونضارة البشرة.
وإلى جانب ما سبق يجب المحافظة على النوم ثمانى ساعات متواصلة ليلاً، لأن هذا يساعد على رفع نشاط الجهاز المناعى، ويقوى الجسم فى مواجهة التحديات التى يواجهها سواء أمراض أو غيرها.
وماذا عن دور التغذية الصحية؟
- التغذية الصحية الجيدة، أساسها تناول السلطة الخضراء يومياً، والبعد عن الأكلات الضارة، كالمخللات والسكريات التى ترفع ضغط الدم وتصيبنا بالسكر، وعلينا تناول طعام صحى، به فواكه وخضراوات للوقاية من الأمراض بشكل عام.
السوشيال ميديا ظاهرة مرضية
أعتبر أن إدمان السوشيال ميديا من أمراض العصر أيضاً، فهى ظاهرة مرضية غير صحية، لأنها تجعل حياتنا كلها مشتتة، وتؤثر على قدرتنا على العمل، ويرتبط بذلك أيضاً الرغبة فى الشهرة، فالناس الآن تقوم بأشياء على التيك توك واليوتيوب، الهدف منها أن يُصبحوا معروفين، وهذا مرض عصرى نفسى، ويرتبط بذلك أنواع من الجرائم، وأكثر من «بلوجر» تم القبض عليهم بسبب ذلك.
وأمراض العصر تقريباً أغلبها عوامل نفسية، فمعظم الأمراض ناتجة عن التوتر والشد العصبى الذى يضع الناس أنفسهم فيه، بمعنى أنهم بمجرد ما يقرأون شيئاً يصدقونه وينفعلون معه، خاصة قبل النوم، وهذا يؤدى إلى قلق وتوتر.