دراسة: "عرض جثث الموتى".. أبرز سلبيات تناول الإعلام لقضايا الإرهاب
تناولت دراسة علمية أجراها الدكتور عادل عبدالغفار، عميد كلية الإعلام في جامعة بني سويف وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، حالة الإعلام المصري بعد ثورة 25 يناير بين الفرص والتحديات، قيمت في أحد محاورها الأساسية، معالجة الإعلام المصري للإرهاب.
وكشفت الدراسة عن نقاط القوة والضعف في تناول الإعلام المصري لقضايا الإرهاب، وقدمت عددًا من التوصيات التنفيذية لتفعيل دور الإعلام في التصدي مستقبلًا للإرهاب.
وذكرت الدراسة، أنه كان للإعلام المصري على المستوى الإيجابي دورًا بارزًا على عدة مستويات، يمكن رصدها في عدة نقاط:
1- خصص مساحات إعلامية كبيرة لتقديم تطورات ما تشهده البلاد من حوادث إرهابية، وأبرزت الفضائيات على الهواء مباشرة الحجم الحقيقي للمظاهرات، وأوضحت ما تخللها من عنف استهدف الأجهزة الأمنية.
2- قدمت إنجازات الأجهزة الأمنية في ضبط الأسلحة والمعدات والمتفجرات التي كان يتم إعدادها لتنفيذ عمليات إرهابية.
3- أبرزت تضحيات الجيش والشرطة في مواجهة العمليات الإرهابية.
4- كشفت زيف بعض وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي حرفت الحقائق وقدمت معالجة غير مهنية لأبعاد أحداث الإرهاب في مصر.
5- تناولت تطورات محاكمات وتحقيقات النيابة بشأن ما ارتكب في المجتمع من أعمال إرهابية في حق المجتمع.
6- نقلت وسائل الإعلام أنباء الملاحقات الأمنية للعناصر المتورطة في أعمال إرهابية.
7- أبرزت طبيعة التحالفات الإقليمية والدولية التي استهدفت استقرار مصر وأمنها.
8- عكست وسائل الإعلام استنكار الرأي العام المصري لأعمال الإرهاب التي استهدفت المجتمع ومقدراته.
9- نجحت وسائل الإعلام في خلق رأي عام مساند للدولة في مواجهة التطرف والإرهاب.
وأوضحت الدراسة، أن الإيجابيات السابقة في تناول أحداث التطرف والإرهاب لا تمنع وجود بعض المآخذ على الأداء الإعلامي في معالجة أحداث الإرهاب، والتي رصدت في عدة نقاط:
1- بعض وسائل الإعلام افتقدت المهنية في التعامل مع حرمة الموت في تغطية الأحداث الإرهابية، وأصبح عرض صور جثث الموتى ومشاهد العنف أمرًا معتادًا على شاشات الفضائيات.
2- روجت بعض المعالجات الإعلامية دعاية لبعض المنظمات الإرهابية لم تكن تستطع الوصول إليها بجهودها الذاتية.
3- روجت بعض المعالجات الإعلامية لبعض الأسلحة والمتفجرات وطريقة صنعها محليًا وتكلفتها المادية وطريقة التعامل معها في عمليات التفجير.
4- وقعت بعض المعالجات الإعلامية في أخطاء التعميم في التعامل مع أحداث الإرهاب التي شهدتها مصر، وخلطت بعض المعالجات الإعلامية في معالجتها لحوادث الإرهاب بين الإعلام والدعاية وخلطت المعلومات بالآراء على حساب المهنية.
5- التأثير السلبي للسبق الإعلامي على دقة ما ينشر من أخبار بشأن بعض حوادث الإرهاب التي شهدها المجتمع المصري خلال الفترة الماضية.
6- غلبة تركيز الخطاب الإعلامي على الأداء الأمني دون تفعيل موازٍ لدور مؤسسات المجتمع الدينية والثقافية والتعليمية في مواجهة الإرهاب.
وعرضت الدراسة، المقترحات المستقبلية لتفعيل دور الإعلام في مواجهة الإرهاب، وطالبت بالتالي:
1- مرصد إعلامي حول الأداء المهني للإعلام المصري في تغطية حوادث الإرهاب يرصد نقاط القوة والضعف في الأداء الإعلامي في معالجة هذه القضية المهمة.
2- أهمية قيام الإعلام المصري بدوره المهني والوطني في حث كافة مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية لمواجهة الإرهاب والتطرف بكافة صوره.
3- تفعيل دور الإعلام في متابعة ورصد وتقييم أداء كافة المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية في مواجهة الفكر المتطرف، إضافة إلى متابعة ورصد وتقييم أداء المؤسسات الرسمية والأهلية في التصدي السريع لمشكلات الفقر والعشوائيات والبطالة.
4- التركيز على تغطية أحداث الإرهاب لا ينبغي أن تثني وسائل الإعلام عن دورها في البناء والتنمية على كافة المستويات.
5- رصد ومتابعة جهود البناء والتطوير والتحديث في كافة مجالات الحياة بمصر، وتكثيف دورها في تقديم المبادرات الإيجابية والأفكار الإبداعية والخلاقة للتصدي السريع لمشكلات المجتمع.
6- استضافة الخبراء القادرين على تقديم حلول تنفيذية ملائمة لواقع وظروف المجتمع، واستدعاء التجارب التاريخية والوطنية لنجاح الشعب المصري في تجاوز العديد من المحن والأزمات بفضل تماسك الجبهة الداخلية ومؤازرة جيشه وقوات أمنه في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وإيثار الوطن والمصلحة العامة على المصالح الذاتية، وإعلاء قيم الوطنية والانتماء وقدسية الأرض والوطن، والحفاظ على روح معنوية مرتفعة في كافة أوساط الرأي العام في مواجهة دعاوى اليأس والإحباط.
7- التعامل المهني المسؤول مع قضايا الأمن القومي بوجه عام والشأن العسكري بوجه خاص.
8- أهمية التوازن بين الحفاظ على يقظة الشعب واستنفاره في مواجهة ما يحاك له في الداخل والخارج من ناحية وبث الطمأنينة والإحساس بالأمن في نفوس المواطنين لضمان استمرار عطاءهم في العمل والتنمية من ناحية أخرى، وبث الثقة في الذات بقدرة الشعب بتلاحمه وتماسكه على تجاوز كافة التحديات مهما كان حجمها.