احذر.. تربية الأبناء بـ"الضرب والشتائم" يساهم في انتشار العنف
يلجأ كثير من الآباء والأمهات في تربية أبنائهم لتعمد استخدام الضرب كوسيلة أساسية في عملية التربية، رغم التحذير المستمر من أساتذة علم النفس والتربية.
ويدعي الأهل في بعض الأحيان، أن هذا هو تطبيق السُنَّة، وأن الدين يأمر بذلك، والحقيقة أن الدين بريء تمامًا من تلك السلوكيات، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، احترامه وتقديره للأطفال وكان يعلِّمهم عن طريق القدوة والحوار والحب، وما ورد عنه في تعاملاته وتربيته للحسن والحسين، أبناء ابنته السيده فاطمة، خير دليل على ذلك.
ويؤكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج وأصول التربية بجامعة عين شمس، أن ما يدَّعيه بعض الآباء في تربية أبنائهم بالعقاب الجسمي أو العقاب اللفظي ليس له أساس في أصول التربية السليمة، والأصل في ذلك يكون بالحب والقدوة والمصادقة.
ويوضح شحاتة أن ضرب الأبناء أو شتمهم هو ما يعلمهم السلوك العدواني ويجعلهم أكثر عنفًا في تعاملاتهم سواء داخل البيت أو حتى مع أصحابهم وأقرانهم وهو ما يساهم في خروج جيل مشوَّه عنيف يغلب عليه في تعاملاته العنف في التعامل مع الآخرين.
كما أشار أستاذ التربية إلى أن ضرب الآباء لأبنائهم ما هو إلا تفريغ طاقة من الغضب او العصبية داخلهم هم فقط، ولا تأتي بأي نوع من الإيجابية أو تعليم سلوك صحيح لأبنائهم.
وأكد شحاتة ضرورة تقبل الآباء لأخطاء أبنائهم وتوضيح هذا الخطأ لهم دون أن يتبع ذلك عقاب لفظي أو جسمي، وأن هذا التقبل ينشئ حالة من الصراحة والصدق بين الأبناء والآباء يقيهم الوقوع في الأخطاء فيما بعد، وأن الصداقة والحب التي يجب أن يحرص الآباء على التعامل بها مع أبنائهم يجعلهم يتقبلون التوجيه والنصيحة، أما غير ذلك من أساليب العقاب غير المقبولة يجعل الأبناء يتحايلون بالكذب والنفاق والمغالطة حتى يتجنبوا العقاب.