باعة متجولون فى مدرسة «الحديد» والمعلمات: «هما داخلين هارفارد يعنى؟»
«معانا جهاز العروسة من الإبرة للصاروخ.. خد فكرة واشترى بكرة»، نداء اعتدنا سماعه داخل المتاجر والأسواق التجارية، لكن أن يتردد ذلك داخل الأبنية التعليمية وفى طرقات المدارس، فالأمر يختلف، فبينما كان طلاب مدرسة «الحديد والصلب الفنية للتعليم الصناعى» بمنطقة حلوان يتلقون المقررات الدراسية فى الفصول، كان الباعة المتجولون يتوافدون على المدرسة، واحداً تلو الآخر، لجذب المعلمين ببضائعهم الجذابة.
«إحنا أخدنا على كده، بياع داخل وبياع خارج، هما مش بيدخلوا الفصول، لكن بيروحوا المكاتب الإدارية أو أوضة المدرسين، وأحياناً بتتأخر مدرسات عن الحصة عشان بتشترى جهاز وطلبات بيتها»، هو تعليق «إسلام عبدالحميد»، 15 عاماً، الطالب بالمدرسة، مؤكداً أنه اعتاد على مشهد الخضراوات، والأدوات الكهربائية والمنزلية التى تجتاح مدرسته فترة الظهيرة، دون اعتراض من المسئولين: «بنلاقيهم دخلوا المدرسة بعد الحصة التالتة، ومحدش يقدر يفرق صوتنا عن صوت المدرسات، وهى بتأخد وبتدى مع البياع».
فى الوقت الذى لم يبدِ عدد كبير من معلمى المدرسة اعتراضهم على المشهد، كان لـ«محمد مسعد»، مدرس اللغة الإسبانية بمدرسة الحديد والصلب، رأى مخالف، حيث اعترض على الوضع الشاذ، ونال إزاء موقفه تعنيفاً وافراً من قبل معلمات المدرسة: «وإيه يعنى.. هو البياع بيدخل الفصل؟ ما تسيبوه يأكل لقمة عيشه بشرف.. ده بيلف على كعوب رجليه من الصبح.. هو داخل جامعة هارفارد يعنى؟».
«مسعد» أكد أن السبب فى هذا الوضع هو سوء الإدارة: «محدش يقدر يتكلم، والمدرسات بتفرح بكده لأن اتشال هم كبير من عليها، وبدل ما كانت هتخلص المدرسة الساعة 2 الظهر وتروح تشترى طلبات بيتها، هو بييجى لحد عندها دليفرى أكيد مش هتطرده». «مسعد» أكد أن شكواه مع زملائه من ظاهرة الباعة المتجولين داخل المدارس لن تجدى: «أنا فوّضت أمرى لله بقيت أدخل الحصص بتاعتى وماليش علاقة، لأن الظاهرة دى مش هنقضى عليها إلا لو فى مراقبة ومتابعة دورية للتعليم الأساسى والصناعى».
وبمواجهة عمر محمد عبدالرحمن، المتحدث الإعلامى لوزارة التعليم، بالواقعة، أكد أن الوزارة ستقوم بحملة تفتيش للمدرسة ولجميع مدارس حلوان، للوقوف على ما يحدث فيها من مخالفات، مستنكراً الأمر: «يعنى إيه يحولوها سوق؟».
«عبدالرحمن» أكد أنه فى حالة ثبوت الأمر، سيتم تحويل طاقم الإدارة للتحقيق على الفور، قائلاً: «الوزارة لن تسمح بالتقصير فى حق الطلبة».