خبراء: العلاقات بين مصر وكينيا تاريخية.. والزعيم «كينياتا» قال: «سنتذكر ناصر الذي قدم الكثير لتحرير دول القارة»
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاء سابق برئيس كينيا ويليام روتو «صورة أرشيفية»
أكد عدد من الخبراء أن العلاقات بين مصر وكينيا، ممتدة منذ ستينيات القرن الماضى، عندما ساندت مصر حركة «الماوماو» الكينية، وطالبت العالم بدعم البلد الأفريقى ضد الاستعمار البريطانى، حتى إنها وجهت إذاعة لأول مرة باللغة السواحلية، كما أن «القاهرة» ساعدت فى حفر واستخراج المياه من الآبار الجوفية بهدف الحصول على مياه الشرب فى الأماكن القاحلة بكينيا.
وأضاف الخبراء أن مجال الاستثمار والتبادل التجارى بين البلدين واعد، لا سيما أننا على وشك تنفيذ المنطقة الحرة الأفريقية الحلم الذى طال انتظاره، لزيادة وتعميق العلاقات المصرية الأفريقية بين دول القاهرة.
«رشاد»: «القاهرة» ساندت الثوار وخصصت إذاعة باللهجة السواحلية للشعب الكيني
وقال الدكتور سيد رشاد، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن العلاقات المصرية الأفريقية شهدت تطورات خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع كينيا وهى إحدى دول شرق أفريقيا، والتى تربطها علاقة تاريخية بالقاهرة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عندما ساندت الشعب الكينى ضد الاستعمار البريطانى، إذ ساندت القاهرة ثورة «الماوماو» فى كينيا بقيادة جومو كينياتا، وخصصت إذاعة موجهة من مصر للشعب الكينى تحت اسم «صوت أفريقيا» وهى أول إذاعة تبث باللغة السواحلية من دولة أفريقية. وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية تطورت بين نيروبى والقاهرة، ولا يزال الشعب الكينى يذكر الجملة الشهيرة للرئيس جومو كينياتا «سنتذكر ناصر دائماً الذى قدم الكثير لمساندة أفريقيا وتحرير دولها». وأوضح «رشاد» أن مع نهاية تسعينيات القرن الماضى، انضمت مصر إلى اتفاقية الكوميسا التى تشمل 22 دولة، وكانت كينيا قد انضمت قبل القاهرة بنحو 4 سنوات.
وتابع أنه مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم منذ عام 2014 شهدت العلاقات المصرية الكينية طفرة إيجابية هائلة على جميع الأصعدة، ويمكن اعتبار أن التعاون بين البلدين شهد مسارين: الأول، توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، من خلال الزيارات المتبادلة، والتنسيق والتواصل المستمر بين القيادات، والثانى، تضمن التعاون فى مجال المياه، باعتبار أن البلدين ضمن دول حوض النيل. وأضاف أن الاتفاقية المشتركة بالشريان المشترك نهر النيل، تتضمن التعاون فى إدارة موارد المياه بصفة عامة، إضافة إلى تنفيذ مشروعات تنموية وإنشاء 6 سدود لتجميع المياه وخزانات المياه، موضحاً أن مصر ساعدت كينيا فى حفر نحو 20 بئراً للمياه، فضلاً عن تنفيذ مشروع تجريبى لنظم الرى الحديث فى الزراعة وتبادل الخبرات للفريق الفنى الكينى فى القاهرة. وأوضح أن مصر وقعت مع كينيا أيضاً عدداً من الاتفاقيات، ومنها حفر وتجهيز نحو 180 بئراً من المياه الجوفية وتوفير المياه بغرض الشرب بالمناطق القاحلة، وذلك من خلال منحة مصرية من ميزانية وزارة الرى.
«العمدة»: مستقبل واعد ينتظر السوق الكينية في القارة السمراء
وقال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسى، إن كينيا إحدى دول شرق أفريقيا وهى من الدول النشطة اقتصادياً فى القارة السمراء والتى لها مستقبل واعد فى زيادة اقتصادها. وأضاف لـ«الوطن»، أن حجم التبادل التجارى بين البلدين وفق الإحصائيات المعلنة لعام 2021 وصل لنحو 550 مليون دولار، معرباً عن أمله بعد دخول منطقة التجارة الحرة حيز التنفيذ أن تفيد فى زيادة حجم التبادل التجارى، خاصة أننا نعتبرها نافذة لشرق أفريقيا، ويمكن أن تصبح منفذاً لتوسيع العلاقات المصرية فى شرق أفريقيا، مضيفاً أن البلدين شهدا توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية بين مصر ونيروبى. وأوضح «العمدة» أن ما يزيد من عمق العلاقات بين القاهرة ونيروبى أن هناك تبادلاً للخبرات فيما يتعلق بالمجال الاقتصادى، والتشاور والتنسيق فيما يتعلق بالجانب السياسى، بالإضافة إلى أن كلا البلدين عضو فى الكوميسا، وبالتالى فإنه يمكن زيادة المصالح الاقتصادية والتبادل التجارى بين البلدين.
وقال إن حجم التبادل بين البلدين ارتفع خلال 2020 لنحو 3.58% ليسجل نحو 635.8 مليون دولار مقابل 613.8 مليون دولار فى 2019، كما ارتفع فائض الميزان التجارى لصالح مصر خلال 2020 من 237.6 مليون دولار إلى 261.2 مليون دولار بنسبة ارتفاع بلغت 9.9%، كما ارتفعت قيمة صادرات مصر إلى كينيا بنسبة 5.3% بما يعادل 22 مليون دولار لتبلغ 448.5 مليون دولار مقابل 425.7 مليون دولار فى 2019، مما يؤكد أهمية السوق الكينية لمصر وكذلك ثقة المستورد والمستهلك الكينى فى السلع المصرية.
وتابع أستاذ الاقتصاد الدولى أن أهم الصادرات المصرية لكينيا هى السكر والمولاس، ومنتجات الحديد والصلب، وإطارات وبطاريات السيارات، والمنتجات الورقية، والكيماويات والمنظفات الصناعية، والكابلات والموصلات، والمحولات الكهربائية، والأدوية، والمعدات الهندسية، ومواد العزل، والأجهزة المنزلية، والموكيت والسجاد، والزيوت البترولية، موضحاً أن أهم الواردات المصرية من كينيا هى الشاى، التبغ، السيزال، المواد الكيماوية، الزيوت، الفواكه والخضراوات الطازجة.
وأشار «العمدة» إلى أن الاستثمارات المصرية بكينيا تأتى فى المركز الـ24 من بين الدول المستثمرة فى السوق الكينية بإجمالى استثمارات قيمتها 36.6 مليون دولار، فى المقابل تحتل الاستثمارات الكينية المرتبة رقم 80 فى قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصرية بقيمة استثمارات تبلغ 7.7 مليون دولار موزعة على 22 شركة.