هل ستغطى محطة "الضبعة النووية" احتياجات مصر من الطاقة
"من الضروري أن نعي جيدًا أننا نبذل جهدًا كبيرًا للحصول على الطاقة، فالطاقة المتجددة والطاقة النووية والطاقة التقليدية جميعها نتحرك فيها الآن ومستقبلًا، فلابد أن يكون هناك حجمًا من الطاقة يستوعب حجم المستثمرين، ومينفعش نعمل محطات طاقة من الفحم أو الغاز فقط، لا بد من وجود تنوع، فالطاقة النووية أرخص مصدر للطاقة على المدى البعيد".. كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في خطابه أمس للشعب المصري، مشددًا على أهمية الطاقة النووية كمصدر للطاقة على المدى البعيد، ووقع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الرئيس بوتين، مذكرة تفاهم لتوليد محطة للطاقة النووية بالضبعة، خلال زيارة الأخير للقاهرة.
الدكتور إبراهيم العسيري، كبير مُفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، أكد أن الدعاية التي تطلقها بعض الدول غرضها ألا تمتلك مصر التكنولوجيا النووية، مدللًا على ذلك بأن هناك أكثر من 69 محطة نووية تحت الإنشاء حول العالم، و439 محطة نووية مفعلة حول العالم، وعدة دول أوروبية وعالمية لديها محطات نووية تحت الإنشاء، مثل فرنسا وأمريكا وروسيا وأوكرانيا واليابان، إضافة إلى الإمارات التي لديها 4 محطات تحت الإنشاء.
وقال العسيري، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن الحديث عن تخلي الدول الأوروبية عن محطاتها النووية بحلول عام 2040 لا أساس له من الصحة، مشيرًا أنه من غير المعقول أن يكون 90% من اعتمادنا في توليد الطاقة قائم على الغاز الطبيعي الذي نستورده، وموضحًا أنه لا يجب الاعتماد على المحطة النووية المزمع إنشاؤها فقط لتوليد الطاقة، ولابد من تنويع مصادرها.
وشدد كبير مُفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، على عدم وجود أي مخاطر في بناء محطة نووية على أرض مصر، بل سيكون له عدة فوائد متمثلة في تشجيع الصناعات المحلية، حيث إن هناك اتفاقًا بين مصر وروسيا على أن تمثل الأيدي المصرية في بناء المحطة نسبة 20%، وهي أكثر محافظة على البيئة وصحة الإنسان من جميع مصادر الطاقة بما فيها الطاقة الشمسية".
وأضاف أنها أرخص مصدر لتوليد الطاقة من المصادر الأخرى عدا المساقط المائية مثل السد العالي، وإنشاؤها سيعمل على تشجيع السياحة، لأنها ستكون المحطة النووية الأولى في شمال إفريقيا والجميع سيرغب في مشاهدتها، وكذلك امتلاك مصر للتكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، سيضفي احترامًا لها بين دول العالم، وهذا ما يسمي بـ"سلاح الردع بالمعرفة".
وائل النشار خبير الطاقة الشمسية، لم يتفق مع الدكتور إبراهيم العسيري، بشأن اتجاه العالم لإنشاء المحطات النووية لتوليد الطاقة، مؤكدًا أن العالم أصبح يتخلى عن الطاقة النووية، واستبدلها بمصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والشمس، ممثلًا بألمانيا التي تعتبر من أكبر الدول الصناعية، وتعتمد بشكل أساسي على الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء بحيث تصل نسبة إنتاج الطاقة فيها إلى أكثر من 40% من الطاقات المتجددة، كما أنها تنتج 37 ألف ميجاوات من الطاقة الشمسية فقط، عكس مصر التي تنتج 31 ألف ميجاوات من جميع مصادر توليد الطاقة لديها.
وطالب النشار، في تصريح لـ"الوطن"، بضرورة تحديد خريطة مستقبلية للطاقة، بحيث تتكون من 50% طاقة متجددة (الطاقة الشمسية، والرياح)، و20% طاقة نووية، و20% متكونة من الغاز الطبيعي و"مشتقات المواد البترولية مثل المازوت والسولار"، و10% من المساقط المائية، مضيفًا أن المشكلة التي تواجهنا هي عدم مراعتنا لحجم الموارد التي نمتلكها.
ويرى خبير الطاقة الشمسية، أن الطاقة المتجددة هي أفضل وسيلة لتوليد الطاقة في المستقبل، لامتلاكنا مواردها بخلاف الوسائل الأخرى، متابعًا أن الطاقة المتجددة لها عدة مميزات، منها "الطاقة المتجددة هي أسرع وسيلة لتوليد الطاقة في مصر، وأقل مصدر تكلفة لتوليد الطاقة على عكس الغاز الطبيعي، ولا أحد يستطيع أن يتحكم بها عكس الموارد الأخرى، ولا تحتاج لوقود لتشغيل محطاتها بعكس الوسائل الأخرى لتوليد الطاقة، وآمنة وليس بها أية مخاطر على البيئة وصحة الإنسان".