بدائل الأعلاف «كنـوز مُهـدرة»
بدائل الأعلاف
مع تصاعد تكاليف وندرة محاصيل ومكونات الأعلاف المستوردة، وانعكاس ذلك بشكل مباشر على اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك ومنتجات الألبان والبيض خلال الشهور الماضية، تظهر البدائل المحلية للأعلاف التقليدية، التى بدأ الاعتماد عليها فعلياً كقارب نجاة، بما توفره من إمكانية كبيرة لخفض التكاليف، وتقديم منتج فى متناول عموم المصريين.
من محاصيل العلف غير التقليدية التى يمكن إنباتها فى ظروف متنوعة، كنبات «الأزولا» المائى، والشعير المستنبت بدون تربة، وحتى «البونيكام» و«الساليكورنيا» اللذين يمكن زراعتهما فى ظروف صعبة وقاسية فى الأراضى الصحراوية والملحية، مروراً بالمخلفات والمتبقيات الزراعية ومخلفات صناعات السكر والعجائن والزيوت والعطور والعصائر ومن بينها قشر البرتقال والرمان وحتى «نوى البلح»، يؤكد الباحثون والمربون أن مصر مليئة بالبدائل القادرة بالفعل على حل أزمة الأعلاف وتحسين الإنتاجية وخفض الأسعار. وبالفعل قامت جهات بحثية وتنفيذية مختصة بدراسة عشرات البدائل ووضع شروط ومعايير إقرارها وتداولها، مثلما فعل المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف التابع لوزارة الزراعة، الذى اعتمد بالفعل خامات جديدة لتوفير بدائل للأعلاف التقليدية، كما منح تراخيص لعشرات خطوط الإنتاج لخامات وإضافات أعلاف جديدة بعد إثبات كفاءتها وسلامتها. وتقدم الجهات الصناعية، ومن بينها مصنع أرمنت للعلف التابع لشركة السكر للصناعات التكاملية الحكومية، نماذج واقعية ناجحة على قدرة مصر على إنتاج أعلاف أكثر جودة بأسعار أقل، مع تحقيق إنتاجية أكبر تساعد فى توفير الغذاء لعموم الشعب. وخلال هذه الجولة ما بين أروقة البحث العلمى، والجهات التنفيذية، وصولاً إلى الجهات الصناعية المعنية بالأعلاف وبدائلها، كانت تتأكد قدرة مصر على استنهاض قواها الذاتية والتغلب على أزماتها.