خبراء: وجوده فى واشنطن «استدعاء» وليس «زيارة»
اعتبر خبراء عرب ومصريون أن زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما بمثابة محاولة لإعادة ترتيب الأوراق والملفات بين الدولة الخليجية وأقوى حليف لها، فى ظل التوترات الأمنية الخطيرة التى تمر بها المنطقة. ورأى المحلل الإماراتى جاسم خلفان أن «الملف الأمنى ومكافحة الإرهاب سيكون أهم الملفات المطروحة للنقاش على طاولة المباحثات بين أمير قطر تميم بن حمد والرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال زيارته الأولى الرسمية للبيت الأبيض».
واكد «خلفان»، لـ«الوطن»، أن زيارة أى رئيس جديد للولايات المتحدة معروفة، ولكن هناك سياقاً مختلفاً هذه المرة، فهناك بعض التحليلات التى تقول إنه «استدعاء» لأمير قطر لإيجاد مخرج لأزمات المنطقة، أو إن الأمير يطلب النجدة من أمريكا نتيجة التهديدات الأمنية فى المنطقة، وعامة فالمسألة لا تبعد كثيراً عن مسألة الحرب على الإرهاب.[SecondImage]
وتوقع «خلفان» أن تكون «مصر حاضرة بقوة على رأس أولويات النقاش بين الرئيس الأمريكى والأمير القطرى»، مضيفاً: «مصر كسرت الحاجز ووضعت كل الأمور على طاولة النقاش، ولم تفلح معها الضغوط، وقوة مصر ستفرض نفسها ولا بد ستكون حاضرة فى النقاش، وهى رمانة الميزان فى المنطقة، ولا بد أن يكون لها جانب كبير فى النقاش حول استقرار المنطقة، والجميع يضع حساباً لمصر، لأنها هى من أوقفت مخطط تقسيم المنطقة، وهى من تقودها حالياً بدعم دول الخليج، والغرب أدرك أنهم قصروا فى دعم مصر فى محاربة الإرهاب». وشدد «خلفان» على أن وجود مصر بهذه القوة مع دول الخليج يربك حسابات المتآمرين ضد المنطقة، ويدفعهم لإعادة حساباتهم. واعتبر «خلفان» أن «هناك تغيرات كثيرة حدثت فى العالم ينبغى نقاشها، وأمريكا لم تعد اللاعب الوحيد، وأصبح هناك أدوار دولية وإقليمية متعددة، من المستحيل أن تحارب أمريكا الإرهاب لأنها من صنعته»، مشيراً إلى أنه «من الممكن نقاش مستقبل دول الخليج فى ضوء تغير القيادة فى المملكة العربية السعودية، حيث سيكون ملفاً محل نقاش بين تميم وأوباما»، مؤكداً أن التطورات فى اليمن ستكون ضمن الموضوعات المطروحة بقوة للنقاش، لا سيما بعد أن أدت السياسة الأمريكية والقطرية إلى فوضى وتقدم الحوثيين، والخليج لن يسمح بتسليم اليمن لإيران.
من جانبه، أكد سفير مصر الأسبق فى قطر محمد المنيسى، أن الزيارة كانت متوقعة منذ فترة وذلك بعد التوترات الأخيرة المتصاعدة فى المنطقة، وأن الوضع الحالى يستلزم مثل تلك الزيارة لإعادة ترتيب الأوراق وتلقى الأوامر الجديدة من الحليف الأقوى للدوحة فى المنطقة.
وأشار السفير «المنيسى» إلى أن الموقف الأخير فى ليبيا والتوترات السياسية مع مصر والأمور المتعلقة بمشروع القرار العربى أمام مجلس الأمن استدعت القيام بتلك الزيارة فى أسرع وقت، لإعادة دراسة ما يجرى وكيفية التعامل معه ومع التحديات الخاصة بها، لإعادة رؤية الموقف فى المنطقة. وتوقع «المنيسى» أيضاً أن «أمير قطر لن يترك الزيارة إلا باستطلاع رأى الدولة المهيمنة على سياسته، التى لا يفعل شيئاً إلا بتحركها، حول ما يجرى الآن فى المنطقة من تحركات متعاقبة، ومعرفة كيفية التعامل معها، خاصة التحركات المصرية والعربية الأخرى فى ليبيا، والاتهامات الموجهة لقطر بدعم الإرهاب بعد رفض الضربات المصرية إلى ليبيا، لذلك سوف يستطلع رأيه فى جميع الأمور الخاصة بالمنطقة العربية». وحول إمكانية إعادة ترتيب أوراق المنطقة الخليجية عقب وفاة العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، استبعد سفير مصر الأسبق فى قطر تأثير الزيارة على ذلك، مشيراً إلى أن «سياسات السعودية ليست سياسة قائمة على فرد، وإنما على أساس عائلة ودولة، وثابتة لم تتغير بالقدر المتوقع بوفاة شخص، وأى محاولات للعبث بأمن الخليج بأوامر الولايات المتحدة الأمريكية لن تحدث، لأن التكتل الخليجى سيرفض ذلك وسيقف له بالمرصاد، حتى لو كان على حساب أحد أعضاء مجلس التعاون الخليجى».