«Interview» أولياء الأمور فى المدارس.. تعرف إيه عن المنطق؟
يظن كل منا خطأً أن علاقته بالمذاكرة انتهت مع حصوله على شهادته الجامعية، ولا يعلم الكثيرون أنهم سيعودون يوماً ليجدوا أنفسهم أمام اختبارات جديدة لن تحدد مصيرهم هذه المرة، لكنها ستحدد مصير أطفالهم، يحدث هذا عندما يقع اختيارهم على إحدى المدارس الخاصة أو الإنترناشيونال التى تشترط إجراء مقابلة شخصية مع أولياء الأمور، لتكون نتيجة هذه المقابلة فى حال نجاحهم هى صك قبول الأبناء بها، بينما يحرص بعض أولياء الأمور على تلقى حصص تقوية قبل إجراء الاختبار، ضماناً لعدم الفشل.
«الاختبارات الشخصية دى بدعة»، هكذا ترى نهى زكى التى تنقّلت بين مدرستين فى بداية التحاق فتاتها الصغيرة بالمدرسة، فكانت من أولياء الأمور الذين خضعوا لاختبارات شخصية، كجزء من إجراءات المدرسة لقبول الطالبة، تقول «نهى»: «عند دخول الطالب المدرسة، يجب شراء استمارة تقديم تتراوح أسعارها من 250 إلى 500 جنيه» وفق «نهى»، وهو مبلغ لا يُرد فى حالة عدم قبول الطالب بالمدرسة.
وتقول إن الاختبارات الشخصية ما هى إلا «منظرة» من أصحاب المدارس وعرض مديرة المدرسة لقدراتها اللغوية، وده اللى حصل معايا «أنا مش هقدم لبنتى فى فندق ولّا نادى، دى مدرسة، يهمنى مستوى التعليم ونضافة المدرسة أكتر من الشكليات الكدابة».[SecondImage]
أما دينا الشوربجى، فتقول: «بعض أولياء الأمور يشعرون بالخوف الشديد من هذه المقابلات، ويستغل بعض المدرسين هذه الحالة، فيقومون بإعطائهم حصص تقوية قبل إجراء المقابلة، ليعتادوا على نوعية الأسئلة وطريقة الحوار الذى سيتم خلال المقابلة، وبالطبع تكون هذه الحصص هى الأخرى بمقابل مادى».
المندوه الحسينى، رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، يرى أن خضوع أولياء الأمور لاختبارات التقدّم للمدارس، لمعرفة وسائل اتصالهم مع الأطفال، والإجراءات التى من الممكن استخدامها فى حالة حدوث أى مشكلة مع الطفل داخل المدرسة أو غيرها من الأحداث الوارد حدوثها داخل سور المدرسة، لتحديد رد فعلهم وقدرتهم على التعامل.
بين مدرسة خاصة وأخرى إنترناشيونال، تنقلت إيناس محمد فى محاولة لإيجاد المدرسة المناسبة لابنتها، وترى أن الاختبارات الشخصية «مالهاش أى لازمة، وإجراء روتينى، زى كشف هيئة»، وعلى الرغم من ذلك خضعت هى وزوجها للاختبار بالمدرسة الخاصة، واستطاعت اجتيازه بسهولة فى مقابلة لم تتعد الدقائق العشر، مع مديرة المدرسة: «هو مش بيبقى امتحان وفيه أسئلة، لا بيشوفوا اللبس، وكام كلمة إنجليزى وأسئلة عن الشغل وطريقة الكلام وخلاص»، وعند ذهاب «إيناس» إلى المدرسة الإنترناشيونال لم تجرِ أى اختبارات شخصية على الإطلاق، بل رحّبت المدرسة بالطفلة عن طريق استمارة التقديم التى شملت وظيفة الأب والأم وعدة معلومات شخصية فقط.
إيمان الوزيرى، مدرسة بإحدى المدارس الخاصة بمصر الجديدة، وقائمة على اختبارات التقديم للأطفال، قالت إن الاختبار يتم عقب كتابة كل البيانات من قبَل الوالدين فى استمارة التقديم التى تبلغ تكلفتها 400 جنيه، وأن الاختبارات تتسم بالبساطة لمعرفة قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين وعدم وجود أى أمراض نفسية أو جسدية به. تقول «الوزيرى»: «فى مرة فجأة لاقينا ولد كنا بنمتحنه قام وضرب باباه، وقال له روحنى حالاً بدل ما أطلب لهم البوليس».
استعدادات استمرت على مدى أكثر من أسبوع، للتحضير للأسئلة والملابس والحديث، لكن «ملك» لم تتمكّن من الرد فى الاختبار الذى خضعت له لدخول الروضة بإحدى المدارس الدولية، المؤهلة للدبلومة الأمريكية، وهو ما اضطر القائمين على اختبارها إلى القيام بمحاولة مداعبتها، لأكثر من ساعة ونصف الساعة، لكنها لم تتمكن سوى من قول اسمها وسنها، مما أثار القلق والتوتر فى قلوب والدها ووالدتها: «حاولنا نخرجها من أوضة الامتحان ونلعبها ونجيبلها بونبونى بس كانت خايفة جداً»، بهذه الكلمات وصفت آمال حسين، الحالة التى مرت بها ابنتها ذات الأعوام الأربعة، قبل أن يجروا لها امتحاناً بلعبة «البازل» من تركيب أشكال مختلفة للحيوانات، مضيفة أن فريق المدرسة قاموا باختبار الآباء بتوجيه الأسئلة باللغة الإنجليزية عن مؤهلاتهم وجهات العمل وتوقعاتهم فى دراسة طفلتهم بالروضة وعلاقتهم بها وطريقة تعاملهم معها فى هذه السن الصغيرة.
«الاختبارات الشخصية دى نوع من أنواع الابتزاز»، كما يرى عادل فولى، رئيس جمعية أولياء أمور ومدرسى مصر، قائلاً: «بيبقوا عايزين يعرفوا هل ولى الأمر ده مشاكس ولّا لا، ولأى مدى هيخضع لهم». الأسئلة التى يتم طرحها على أولياء الأمور سطحية، كما يرى «فولى»، فهى لا تتعدى معرفة الوظيفة والشخصيات المهمة التى يعرفها ولى الأمر، والدخل المادى له، مضيفاً «وبعد كل ده نلاقى مستويات برده مش قد كده معانا فى المدرسة، زى واحد جاى ياخد ابنه بالموتوسيكل».
أما بدوى عبدالقادر، أحد أعضاء جمعية أصحاب المدارس الخاصة فله وجهة نظر مغايرة عن الاختبارات الشخصية لأولياء الأمور، حيث يراها بنفس أهمية اختبارات الطفل، وذلك لأن ولى الأمر شريك فى العملية التعليمية.