م الآخر| "الفلانتين أصلا حرام"!
أتذكر عندما كنت شابا يافعا في الـ18 عاما من عمري، وكنت أعيش قصة حب مثل باقي الزملاء في الجامعة، مع فتاة تصغرني ببضعة أشهر، والجميع ينظر لنا نظرة العشاق، وينتظر ماذا سأصنع لها في عيد الحب والذي يطلقون عليه "فلانتين" اللي هو أحلى من عيد ميلاد.
استيقظت في الصباح الباكر، وذهبت إلى إحدى محلات الورود، قبل أن أذهب إلى الجامعة، وكنت في غاية السعادة وقتها، حيث أصنع شيئا جديدا لم أتعود عليه من قبل، "شوية ورد، على دبدوبة حمراء هتخلي البنت تقع في حبك" وفقا لما قالت لي إحدي زميلاتي في الجامعة.
انتظرتها كما ينتظر العريس عروسه تأتي له من السلم العلوي برفقة والدها، وكانت ابتسامتي لا تفارق وجهي، حتى وجدتها أمامي تسألني، ماذا ستفعل لي اليوم في "الفلانتين". كان السؤال بالنسبة لي بمثابة الصدمة، حيث لم أتوقع مثل هذا النوع من الأسئلة، خاصة من نصفك الأخر، فهي أشياء ننتظرها ولا نطلبها.
وعليه ذهبنا سويا وأردت أن أكون معها في أعلى مكان في القاهرة، "أكيد ما روحتش المقطم". ذهبت إلى برج القاهرة، فكنت أرغب في رؤية كيف تزينت العاصمة في هذا اليوم، وكان نهر النيل عبارة عن لوحة مرسومة، تزينها الفلايك ذات الشراع الكبير الذي يتمايل مرفرفا في الهواء، وكنت اراقب وجهها الذي انتابه كثيرا من القلق الذي يسوده علامات الشك والربكة، ولكني لم اتفهم ماذا تقصد.
وعندها وجهت لي سؤال أخر كان بمثابة الصدمة أيضا، " هو أنت ما جبتليش هدية؟". وقتها وقفت حائرا ينتابني الحرج، حيث أنني قمت بشراء الورود و"الدبدوب" الأحمر فقط، فكانت إجابتي لا!! ولم أتوقع رد فعلها، حيث اتجهت منصرفة غاضبة، تردد بعض الكلمات التي لم أفهمها، وتركتني وحيدا لا أعرف ماذا أفعل.
ذهبت وتركتني وحيدا أنظر إلى النيل، ولون مياه الزرقاء، حتى أخذت قرار بالذهاب إلى الريس "دقدق" الذي قال ليه "انت هتاخد فلوكة لوحدك يا استاذ" وكان بالطبع سؤالا منطقيا، وكانت إجابتي قاطعة: "اه ياحج لوحدي الفلانتين أصلا حرام".