اصبغ «الليفة» تبقى «عروسة»
بقايا ورق.. ملابس.. قطع خشبية، خامات صنعت بها الفنانة التشكيلية الدكتورة وفيقة شفيق، عرائس مختلفة الأشكال والأحجام عرضتها فى معرض «تشكيلات فنية للعروسة المصرية والأقنعة»، الذى يقام حالياً فى متحف «عفت ناجى وسعد الخادم».
فرقة باليه، امرأة سيوية، صبى نوبى، عروسة مولد، راقص تنورة وغيرها من العرائس، صنعتها «وفيقة» لتعبر بها عن حبها للعروسة بشكل عام: «أنا بحب العروسة بكل أشكالها، وكان مشروع تخرجى عرايس، وكنت أول من أدخل مسرح العرائس إلى المدارس الثانوية فى الكويت سنة 1979».
حاولت «وفيقة» الاقتراب من الشكل المميز والبيئة التى تعبر عنها العروسة: «السيوية بتلبس لبس مطرز وسلاسل فضة، والبنت اللى بتلعب فى الحارة فلازم العروسة اللى تعبر عنها تكون لابسة قبقاب وفى رقبتها خمسة وخميسة، والعروسة النوبية شكلها مميز، استخدمت البالونة عشان أعمل وشها المدور، ولزقت عليه ورق جلاد غامق عشان أقرب من لون البشرة، ومانسيتش طبعاً أعلق الخرزة الزرقا اللى بيلبسوها عشان الحسد».
عروسة «صبى العالمة» كانت مميزة أيضاً وسط باقى العرائس، بجلبابها المقلم وطاقيتها المصنوعة من نفس قماش الجلابية، بخلاف عدد كبير من العرائس التى عبرت من خلالها عن فئات مختلفة فى المجتمع، مثل الشيخ، والفتاة المسيحية التى ترتدى الصليب.
الهدف من المعرض، حسب «وفيقة»، هو استغلال الخامات المهملة، التى ربما لا نلتفت إليها كثيراً، لعمل قطع فنية: «استخدمت ليفة وصبغتها وعملت منها عروسة على شكل بنت رايحة السوق بتجيب خضار، وعملت كمان عروسة بالعضم عشان تعبر عن فترة اضطهاد الرومان للمسيحيين».
أصغر مسرح للعرائس هو ما تسعى إليه «وفيقة» فى معرضها. بإمكانك بسهولة ارتداء عرائس كثيرة فى أصابع اليد الخمسة، ليلعب ويفرح بها الصغار: «الناحية الجمالية موجودة فى الإنسان بشكل تلقائى. حاولت أعكسها وأبرزها فى معرض العرائس بالتركيز على الفن الشعبى».