مأذونة شرعية.. 50 سيدة تنافس الرجال في «عقد القران»
نقيب المأذونين: المرأة نصف المجتمع ولا يمكن القبول بتقليل عزيمتها
الشيخ إسلام عامر
ظلت وظيفة المأذون الشرعى على مدى قرون، فى معظم دول العالم الإسلامى، حكراً على الرجال، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة شاركت المرأة فى تلك الوظيفة، فى إطار سعى الدولة لتمكين المرأة بالمجتمع، وإتاحة الفرصة لها للعمل فى كافة المجالات، خاصة التى كانت مقتصرة على الرجال، ومن بينها وظيفة المأذون الشرعى.
الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونين، أوضح لـ«الوطن» أن هناك 50 مأذونة شرعية على مستوى الجمهورية يقمن بعقد القران وتوثيقه، وهن على درجة عالية من الكفاءة الدعوية والعلمية. وأوضح «عامر» أن وظيفة المأذون كانت حكراً على الرجال لكن اليوم أصبح من السهل على المرأة المطالبة بمهنة المأذون وأى وظيفة أخرى كانت قاصرة على الرجال، مضيفاً: «فى البداية كانت النظرة لوجود مأذونة أمراً مستنكراً من قبل المجتمع، خاصة فى القرى والنجوع والمناطق الريفية وصعيد مصر، لكن اليوم يتم التعامل معها وتقوم بدورها كمأذون شرعى، وتقوم بالصلح بين الزوجين حال وجود خلاف والدعوة للصلح بينهما. وتابع: «المرأة اليوم تتولى منصب القضاء، وتوجد على منصة التحكيم، فأصبح أمراً طبيعياً أن تكون مأذوناً شرعياً، فهى نصف المجتمع، ولا يمكن القبول بتقليل عزيمتها وقدرتها على خوض المنافسة فى جميع المجالات، ويجب إفساح المجال لها فى كافة مناحى الحياة.
وكان د. على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، أصدر فتوى رسمية تبيح للمرأة تولى مهمة المأذون الشرعى، لعدم تعارض ذلك مع أحكام الشريعة الإسلامية، قائلاً فى فتواه: «للمرأة الرشيد أن تزوج نفسها وغيرها، وأن توكل فى النكاح، طالما توافر فيها شرطا العدالة والمعرفة»، أوضح «جمعة» أن مباشرة المرأة عقد النكاح ثابتة شرعاً فيما روى من أن امرأة زوجت بنتها برضاها فجاء الأولياء فخاصموها إلا أن على بن أبى طالب أجاز النكاح، وما روى عن أن السيدة عائشة زوجت بنت أخيها لعبدالرحمن من المنذر بن الزبير، كما أن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها، وهى كارهة، فرد النبى صلى الله عليه وسلم ذلك.
بدورها، قالت سارة الدشاش أول مأذونة شرعية فى الزقازيق بالشرقية: «أنا أول مأذونة فى الزقازيق بعد ممارسة 12 سنة فى المهنة، برفقة والدى وتحت توجيهه، حيث كان يعمل مأذوناً شرعياً، فمنذ صغرى وجدتنى أساعد والدى فى العمل، حتى أصبحت لدىّ خبرة كبيرة فى المجال، وأصبحت مأذونة بخبرة كبيرة، واستطعت أن أعقد نحو أكثر من 100 قران (كتب كتاب)، فى فترة وجيزة قد تكون 6 أشهر بعد عملى رسمياً كمأذونة». وأضافت: «مارست مهنة المحاماة لفترة من الزمن، وتحديداً فى ملف الأحوال الشخصية، وكنت شاهدة على حالات عديدة فى محاكم الأسرة ما بين طلاق وزواج وأحكام نفقة ورؤية وحضانة ومشكلات أسرية متفاقمة، وأرى أن حل تلك المشكلات يبدأ من عند المأذون الشرعى والأسرة».
وبسؤالها حول هل تجدين معوقات فى عمل المأذونة الشرعية؟ قالت: «من بديهيات الحياة أن لكل عمل صعوبات ومزايا، أما بالنسبة للصعوبات فقد تعرضت لرفض واستنكار من قبل بعض الرجال والنساء فى الزقازيق، وكان الاستنكار لأن يُعقد قرانهما على يد أنثى خاصة فى الأرياف، بينما على الجانب الآخر وجدت ترحيباً وتشجيعاً من الرجال والنساء على حد سواء، خاصة أن عمل المرأة كمأذونة ما زال على نطاق ضيق، وأعتقد أن عدد المأذونات ليس كثيراً، قد يصل نحو 3 مأذونات فى المركز».