دعيت لكتابة مقال فى جريدة «الوطن» عن تصورى لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتقبلت هذه الدعوة لعلى أسهم فى جعل بلدنا مصر يحتل المكانة التى يمكن أن يتبوأها. سأبدأ مقالاتى بطرح فهمى لهذا القطاع المهم، سواء على المستوى العالمى أو الإقليمى أو المحلى. وسأضع فى هذا الفهم الموقف الحالى والتغيرات المقبلة ومشاكلنا وكيف يجب أن نواجهها. هذه المقالات ستهدف لبناء وعى لدى القراء بحقيقة الأمور وانعكاس هذا على حياتنا.
إن خبرتى فى هذا القطاع شملت الجانب الصناعى والخدمى والأكاديمى والتنظيمى فى مؤسسات حكومية وأهلية وخاصة ودولية على مدى يقارب الثلاثين عاماً. وسأجتهد فى أن أركز على الأساسيات مما يتيح لنا جميعاً أن نتفق على رؤية مشتركة لهذا القطاع المهم الذى يخدم جميع القطاعات الأخرى من تعليم وصحة ونقل وبيئة وصناعة وزراعة وطاقة وغيرها. هذه القطاعات لن يمكنها العمل بكفاءة وفعالية بدون قطاع اتصالات وتكنولوجيا معلومات متميز. إن تأثير هذا القطاع على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تأثير ضخم، وإهماله سيحد من النمو والتنمية المطلوبة. سنوضح فى مقالاتنا موقف مصر فى هذا القطاع وأسباب هذا الموقف وكيفية التغلب عليه بأساليب غير تقليدية.
يبلغ حجم القطاع فى العالم حوالى 4 تريليونات دولار سنوياً من إجمالى حجم الاقتصاد العالمى الذى يصل لحوالى 80 تريليوناً. ويقدر من يعملون بهذا القطاع حوالى 170 مليون شخص من إجمالى القوة العاملة عالمياً، التى تصل لحوالى 3 مليارات شخص. أى أن النسبة هى حوالى 5% فى الحالتين. هذه النسبة ترفع من كفاءة الأعمال وتنافسية المؤسسات بشكل ضخم، حيث تتيح هذه التكنولوجيات خفض التكلفة ورفع مستوى الأداء بشكل ضخم، مما قد يفقد بعض الصناعات تنافسيتها لو لم يتوفر لها مستوى متميز من الأداء فى هذا القطاع.
ننهى هذا المقال الأول بأن العالم يتحول بشكل سريع ومطرد لعالم رقمى (ديجيتال)، حيث تتحول الكتابات والأصوات والصور إلى تمثيل رقمى، مما يتيح أن تنتقل وتعالج وتعرض وتخزن البيانات (داتا) بشكل أسرع وأدق بتكلفة أقل.
أدعو الله أن أوفق فى هذه الكتابات وأدعوكم للتواصل معى فبدون التواصل ستضعف قدرتنا على فهم حقيقة الموقف.