آخر تقاليع حب البنات "هاتولى راجل"
«أنا طالبة إيد ابنك يا عمى»، جملة لم يعتد عليها المجتمع الشرقى، خاصة المصرى، وإنما اعتدنا أن الشاب هو الذى يتقدم لخطبة الفتاة التى يختارها قلبه ويرى فيها أحلامه، أو يبدأ الولد بالمصارحة بالحب، بل ويحاول بكل الطرق لفت نظرها والحصول على إعجابها والوصول إلى قلبها، لكن ماذا إذا انقلبت الآية وأصبحت البنت هى التى تأخذ تلك الخطوة وتصارح الولد بحبها أو تحاول جاهدة الوصول إلى قلبه؟
تقول نورهان هشام، 22 سنة، إنها تحترم الفتاة التى تعبر عن حبها «لأنه مش عيب.. لأنها تعبّر عن مشاعرها لكننا كمجتمع دائماً ما نربط كل شىء بالولد، فهو الذى يجب أن يعترف بحبه، وهو الذى يجب أن يتقدم لخطبة الفتاة، وهو الذى ينبغى أن تبقى فى يده العصمة، وكأن البنت دائماً ما تكون فى انتظار رد الفعل، حرام أن تكون هى صاحبة الفعل». وترى عزة عطية، 25 عاماً وهى طبيبة، أن الصراحة والمواجهة هى أقصر الطرق للوصول للهدف، وليس عيباً أن تقوم الفتاة بالتعبير عن مشاعرها.
وتضيف رنا يوسف، 35 سنة، أنه «ليست مشكلة أن تصارح الفتاة الشاب بحبها، لأن السيدة خديجة -رضى الله عنها- عندما رأت فى سيدنا محمد أنه زوج صالح طلبت الزواج منه عن طريق وسيط، وقد تحدّث عن محاسنها وأخلاقها، لكن المهم أن تختار الفتاة الطريقة التى تحافظ بها على كرامتها».
فى حين أن محمود جمال، طالب بالفرقة الرابعة كلية الإعلام جامعة القاهرة، يعترف بأنه لا يوجد لديه مانع فى أن تعترف فتاة بحبها له لأن «الحب غير مرتبط بولد أو ببنت، فهو مشاعر جميلة تولد داخلنا، وهو ليس تقليلاً على الإطلاق من شأن الفتاة على الرغم من أنه نوع من الجرأة لكن المجتمع هو الذى جعلها أزمة، فمن حق البنت أن تحب ومن حقها أيضاً أن تعبر عن ذلك وأن تختار شريك حياتها».
ويختلف أحمد ناصر، 18 سنة، فى وجهة نظره عن سابقيه فيرى أن المشكلة لا تكمن فى البنت، لكن المشكلة الحقيقية فى الولد الذى تصارحه ومدى تقبله لتلك الفكرة أو رفضه لها، فمن الممكن أن يستغل شاب تلك المشاعر ويتلاعب بها وهو لا يشعر تجاهها بأى شىء، وهناك آخر يحترم تلك المشاعر سواء يبادلها إياها أو لا، وحينها ينسحب من حياتها ولا يتلاعب بها.
يقول على مصطفى، 22 سنة، إنه يحتقر الفتاة التى تقوم بهذا الفعل، لأن البنت عبارة عن كرامة وحياء وهى بذلك تهدر كرامتها وحياءها. ويتفق معه محمد أشرف، 21 سنة، فيرى أن الفتاة السهلة هى التى تعبر أو تقوم بالتلميح ولا يبذل أى مجهود فى الوصول إلى قلبها، ولا يشعر على الإطلاق بالانجذاب إليها، فى حين أنه ينجذب إلى الفتاة التى يشعر بأنه قد حقق إنجازاً عندما نال إعجابها.
كذلك محمد الدسوقى، 30 سنة، ويعمل بالمحاماة، فيرى أن الفتاة لا يجب أن تبادر أولاً لأن الشاب لو أحبها أو أُعجب بها سيذهب ببساطة للتقدم لخطبتها أو سيفاتحها بالأمر، وإن لم يفعل فإنها بذلك «بتكسف نفسها على الفاضى».