شهيدان و11 مصاباً فى تفجير قنبلة على «كورنيش أسوان»
لن تعود منال ماهر (37 سنة) إلى طفليها مينا وكيرلس مرة أخرى، فالقنبلة التى زرعها مجهولون فى منطقة كورنيش أسوان، مساء أمس الأول، نقلتها إلى العالم الآخر، واصطحبت معها أحد المارة، علاء الدين حسن (31 سنة)، لتختلط دماؤهما مع دماء 11 مصاباً آخر طالتهم جميعاً يد الإرهاب فى المدينة السياحية، التى لم يسقط فيها ضحايا لأى تفجيرات منذ سنوات.
ويبعد موقع الانفجار أمتاراً قليلة عن استراحة مدير أمن أسوان، وقسم الشرطة، وبحسب شهود عيان، فإن دوى الانفجار سمع من مسافة تصل إلى 10 كيلومترات، ما أثار حالة من الفزع بين الأهالى.
من جهته، أكد رئيس مباحث المديرية، العميد خالد الشاذلى، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «التحريات الأولية ومعاينة المعمل الجنائى تشير إلى أن الانفجار كان يستهدف دورية أمنية».
وأشار إلى أن «القنبلة زرعت قرب كابينة تليفونات مجاورة لمحول الكهرباء فى شارع الشهيد محمد مشالى، قرب استراحة مدير الأمن»، موضحاً أن «الانفجار ناتج عن قنبلة صوتية تحتوى على كمية كبيرة من المسامير، التى تناثرت شظاياها متسببة فى قتل اثنين من المارة، وإصابة 11 آخرين، كانوا فى دائرة الموجة الانفجارية، وشكلنا فريقاً أمنياً لوضع خطة شاملة للتوصل إلى مرتكبى العملية، كما سنربط بين مواد القنبلة، وحوادث أخرى شهدتها الأشهر الماضية، سواء فى أسوان أو إدفو أو نقطة تفتيش بلانة».
وعاين فريق من النيابة العامة، يضم 7 أعضاء، برئاسة المستشار أبوالوفا عيسى، رئيس النيابة الكلية فى أسوان، موقع الانفجار، الذى كان يستهدف قوة أمنية مكونة من مجموعة سيارات أمن مركزى، ومصفحتين، و5 سيارات شرطة صغيرة، وسيارة إطفاء، وسيارتى مرور، كما انتقل الفريق إلى مستشفى أسوان الجامعى لسماع أقوال الشهود والمصابين، وأمرت بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، وانتداب الطبيب الشرعى.
وزار المحافظ مصطفى يسرى المصابين فى مستشفى أسوان الجامعى، فور نقلهم إليه، مؤكداً أن «مثل هذه الأعمال الإرهابية لن ترهبنا، بل ستزيد المصريين إصراراً على التماسك والتكاتف لمحاربة الإرهاب، ومواجهة هؤلاء المجرمين، الذين تتسبب أفعالهم المشينة فى استهداف حياة وأرواح الأطفال والسيدات وكبار السن»، لافتاً إلى أن «العديد من شباب وأهالى المحافظة توجهوا إلى المستشفى للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين». وأصيب فى الحادث الأطفال مسيو فيكتور، وعمره سنة واحدة، ومريم سعيد سعد (8 سنوات)، ومينا بقطر فهمى (5 سنوات)، ومرينا بقطر فهمى (9 سنوات)، بالإضافة لكل من بقطر فهمى بطرس (32 سنة)، وخالد سيد محمد (22 سنة)، ومحمد عبده أبا زيد (60 سنة)، وبدوى كامل محمود (32 سنة)، ومنال عبدالوهاب (40 سنة)، وسامح عبدالمجيد (31 سنة)، والمجند فى شرطة المرور محمد حمدان (22 سنة)، والأخير إصابته خطيرة.
وتجمع أهالى ضحايا التفجير الإرهابى أمام مشرحة أسوان العمومية، وسط حالة من الاستياء والاحتقان، بسبب تأخر وصول الطبيب الشرعى، رغم طلب النيابة العامة تشريح الجثتين، وكتابة تقرير عن الوفاة.
وقال المرشد السياحى هانى نصحى (40 سنة)، زوج الضحية منال ماهر: «كيف توضع الشهيدة فى ثلاجة الموتى لأكثر من 15 ساعة، دون وجود طبيب شرعى واحد فى أسوان».