زفة أيقونة «أم النور» بالقدس.. تقليد كنسي عمره 1500 عام بالترانيم والألحان
بملابس الرهبنة السوداء التقليدية تعلوها ملابس الصلاة المذهبة ذات اللون
زفة كنيسة الروم الأرثوذكس
بملابس الرهبنة السوداء التقليدية تعلوها ملابس الصلاة المذهبة ذات اللونين الأبيض واللبنى المتعارف عليهما فى كنيسة الروم الأرثوذكس، يتوجه المتروبوليت يواكيم، رئيس دير كنيسة الجثمانية بالقدس القديمة، إلى منزل السيدة العذراء الواقع أمام كنيسة القيامة الأثرية فى تمام الساعة الخامسة صباحاً، يوم 22 أغسطس، ليحمل أيقونة السيدة العذراء.
تكمن أهمية هذه الأيقونة فى كونها أقدم الأيقونات التى جسدت صورة العذراء، إذ صنعت من الفضة والألوان التى لا تزال تحتفظ برونقها حتى الآن، رقم أن عمرها تجاوز الـ1500 عام ميلادياً، وتزينها مجموعة كبيرة من الصلبان من عصور تاريخية قديمة، والتى تستعد خلال هذه الفترة لنقلها لكنيسة «الجثمانية» احتفالاً بذكرى رقاد السيدة العذراء «وفاتها» وصعود جسدها إلى السماء.
يبدأ رئيس دير الكنيسة فى فتح الباب الزجاجى، ليحمل الأيقونة التاريخية، حيث تعلق فى رقبته بأشرطة بيضاء ولبنية اللون، يساعده كبير الأساقفة والمطارنة، ليخرج بعدها من المنزل ليحيط به عدد كبير من الرهبان والراهبات والكهنة، وممثلى الطوائف المختلفة، والمسيحيين الحجاج من جميع بقاع الأرض لتبجيل واحترام الأيقونة.
تعلو أصوات الترانيم والصلوات والألحان المسيحية والتى غالباً ما تكون يونانية اللغة، ويرددها المطارنة والرهبان والراهبات ويسير الموكب أمام أديرة القديس أسطفان، يواكيم وحنّة، والقديس نيقوديموس، والقديس شارالامبوس، فيما يقوم الشعب بنثر الورود والبخور ومحاولة لمس الأيقونة للحصول على بركة السيدة العذراء مريم.
يتحرك الموكب المهيب الذى يستغرق ساعات قليلة مشياً على الأقدام، للوصول إلى الكنيسة الجثمانية المعروفة باسم كنيسة كل الأمم والتى يقع بها قبر السيدة مريم العذراء. تدخل الأيقونة فى موكبها المهيب ليرفع البخور، وتبدأ صلاة القداس الإلهى، يتبعها موكب صغير داخل الكنيسة لنقل الأيقونة لمكانها المعد سلفاً. تبقى الأيقونة الأثرية داخل كنيسة الجثمانية مدة 40 يوماً، ثم يُعاد نفس الموكب المهيب الذى يحضره آلالاف من محبى السيدة العذراء من الطوائف المختلفة.
غالباً ما يكون تاريخ عودة الأيقونة إلى منزل السيدة العذراء فى شهر سبتمبر، ويبدأ موكب العودة برفع بخور القداس الإلهى، والاحتفال بالذبيحة الإلهية التى يترأسها مدير الاحتفالات الليتورجية بطريركية الروم الأرثوذكس، يتوجه المتروبوليت يواكيم، رئيس دير كنيسة الجثمانية، ليحمل الأيقونة ويسير فى نفس المسار مروراً بدير ميجالى باناجيا، حتى دخول الأيقونة إلى فناء كنيسة القيامة، حيث تعرض للزوار خلال فترة النهار، ثم تُعاد إلى موقعها داخل العلبة الزجاجية، وهذه الزفة تتم لمرة واحدة فقط خلال العام.
بينما فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً تستعد الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس لبدء الاحتفال بعيد صعود جسد العذراء إلى السماء يوم 22 أغسطس الموافق 16 مسرى من كل عام، بموكب مهيب يترأسه الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس بالقدس، ويشاركه الكهنة والرهبان والقساوسة والشمامسة والشعب القبطى، من مقر المطرانية وحتى كنيسة «الجثمانية».
بمجرد دخول الموكب القبطى إلى الكنيسة يتوجه مباشرة للزيارة الأولى لقبر السيدة العذراء، يخرج بعدها المطران أنطونيوس لرفع البخور وبدء قداس عيد إصعاد جسد السيدة العذراء، بعد الانتهاء من القداس يتوجه إلى قبر السيدة العذراء للزيارة الثانية، ثم الخروج رسمياً من الكنيسة.