"صليل الصوارم" أيقونة العنف فى داعش ومصدر الالهام لمقاتليه
"صليل الصوارم" وتعنى صوت السيوف عند التصادم،ليست مجرد أنشودة عادية، إنما "أيقونة" للتنظيم، يتخذ منها مقاتليه الحماسة، وأصبح بمثابة العلامة المميزة للتنظيم في جميع تسجيلاته المصورة، والتي تضم العمليات القتالية التي يقوم بها "صليل الصوارم" فيلمًا من أربعة أجزاء، لمعارك التنظيم في العراق وسوريا، وصدر الجزء الأول منه في 1 يوليو 2012، والثاني 2 أغسطس 2012 والثالث 3 يناير 2012، ثم صليل الصوارم 4 مايو 2014، وتقترب المدة الزمنية لكل إصدار من ساعة تقريبًا.
ويشبه الإصدار بأجزاءه الأربعة، وهو من إنتاج مؤسسة "الفرقان"، إحدى المؤسسات الإعلامية للتنظيم، الأفلام الهوليوودية، وما فيها من تفجيرات، وخطف وإعدامات، حتى أن وسائل الإعلام الغربية التي وصفته بـ "الإرهاب الحي"، شبهته بفيلمين zero dark thirsty وhurt locker، وهما الفيلمان اللذان صورا حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب.
ويعد الجزء الرابع من صليل الصوارم، الأخطر والأكثر إثارة، ويبدأ بعرض خريطة لمنطقة الشرق الأوسط تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ثم يصور مشاهد من سيطرة مقاتلي التنظيم على مدن العراق، ويظهر مشاهد إعدام لمن اشتبهوا بأنه أحد عناصر قوات الحماية العراقية، ومشهد آخر فيه مطاردة لشخص وإصابته وهو يصرخ "أنا فقط سائق" ثم قتله بالرصاص، ومشهد لآخرين متهمين بالعمل مع الولايات المتحدة أجبروهم أن يحفروا قبورهم.
وأصدر "داعش" نهاية عام 2014، لعبة إلكترونية بنفس الاسم "صليل الثوارم"، ويبدأ "برومو" اللعبة بتوجيه رسالة تحذيرية، لحكومات التحالف الدولي، المعارض للتنظيم، مفادها: "ألعابكم التى تصدرونها، نحن نمارس نفس هذه الأفعال المتواجدة فى ساحات القتال" ثم ظهر سى دى اللعبة التى احتوت على صورة لرجل كرتونى مُقنع، ومن خلفه دمار وآثار تفجير، وعليها اسم الإصدار "صليل الصوارم".
وقسم البرومو، اللعبة حسب التكتيكات المعروفة عن داعش، حيث تمارس الشخصيات الإلكترونية الشبيهة بمقاتلى داعش أعمالها بكمائن لتفجير المركبات العسكرية، وأخرى متخصصة فى القنص، وثالثة بقتال الصاعقة وهجوم على المنشآت العسكرية بالسلاح الأبيض والمسدسات الكاتمة للصوت.. وهكذا. وتمر مراحل اللعبة بمهاجمة الجيش العراقى ثم القوات الأمريكية، ومع كل نجاح مهمة باللعبة تطلق الشخصيات الكرتونية صيحات وتكبيرات مع بكاء وعناق فرحة بالنصر، ولم ينس صانعو اللعبة مشاهد الذبح والتصفية الجسدية للأسرى والمصابين، حيث تنال الشخصيات الكرتونية الإرهابية من ضحاياها بإطلاق الرصاص والذبح.
وخلال العشرين عامًا الأخيرة، بدأ الجهاديون بالتدريج استغلال إمكانياتهم، التى حدثوها وطوروها، بضم عناصر شابة لها خبرة فى مجال الإرهاب الإلكترونى، ففى عام 2002، هدد أبوعبيدة القرشى، أحد مساعدى أسامة بن لادن، زعيم "القاعدة" آنذاك، فى تسجيل صوتى، الولايات المتحدة، قائلاً: "الجهاد الإلكترونى أصبح كابوسًا، لن تستطيعوا إيقافه".
ومع الطفرة التكنولوجية الحديثة وارتباطها بشبكات التواصل الاجتماعى تمكن الجهاديون من طرح أفكارهم والنقاش والجدال مع الآخرين، وتمكنوا من جذب عناصر لهم، وهؤلاء الإرهابيون الصغار، الذين يمثلون الجيش الإلكترونى للتنظيمات، مثلهم مثل الشباب فى الدول الأوروبية والعربية، لديهم التليفونات الحديثة، المتصلة بالإنترنت، ويسعون للدخول والتعرف على أى طارئ جديد يخص الإنترنت.
ولم تعد رسائل التنظيمات الإرهابية تنشر عبر البريد الإلكترونى أو الفاكس، أو حتى عبر شاشة قناة "الجزيرة القطرية"، التى كانت فى إحدى الفترات الناقل الحصرى لأخبار الجهاديين، بل تطورت بجيل جديد من الجهاديين، يجيدون استخدام الإنترنت، ويطورون من برامج القرصنة.
وفى بداية تأسيس "القاعدة"، عام 1988، تولى أبومحمد الأمريكى (أمريكى من أصل مصرى) تدريب الجهاديين الجدد على كيفية تطوير أنفسهم فى عمليات الجهاد الإلكترونى، ومن أبرز من تدربوا على يد الأمريكى "الحسينى خيرشتو ويونس تسولى"، المغربيان، على كيفية نشر خطط لاستهداف ما سموه الأهداف الممكنة كالطرق والكبارى والمطارات وغيرها.
وفى 2003، نشرت "القاعدة" وثيقة بعنوان "المبادئ الـ39 للجهاد"، منها الجهاد الإلكترونى للدفاع عن الإسلام، وقالت إن حرب الإنترنت توفر الفرصة للوصول لملايين الأشخاص فى ثوانٍ، وشجعتهم على قرصنة الشركات والبنوك وحتى مواقع البورنو.
ويعيد التنظيم رفع مواده الفيلمية كلما حذفها موقع "يوتيوب"، كما ينشئ مئات الصفحات الجديدة، كلما أغلقت مواقع التواصل الاجتماعى صفحاته، ويعمل بشكل دائم على القرصنة على "الهاشتاجات" على موقع "تويتر"، خصوصًا التى تشغل بال الكثيرين.