الجدة «ليلى» قررت التعلم لحفظ القرآن: «العلم نور»
اجتازت الاختبارات بدعم زوجها وأبنائها
الجدة «ليلى» تحتفل بنجاحها
مشهد الأطفال داخل كتاتيب القرية وهم يقرأون القرآن ويجيدون تلاوته بأصوات تصدح فى أرجاء الشارع، ظهيرة كل يوم، أسرت قلبها، وحازت على شغفها، باتت القراءة والكتابة حُلماً تسعى لتحقيقه بكامل طاقتها رغم تجاوزها الستين، منحها عزيمة شابة فى مقتبل الحياة، فقررت خوض تجربة التعليم بعزيمة عبرت بها من نفق ظلام الجهل إلى الوعى والمعرفة.
فى أحد الفصول التابعة للهيئة العامة لتعليم الكبار داخل قرية كفر نعمان التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، بدأت «ليلى عبدالله» رحلتها مع القراءة والكتابة لمحو أميتها التى شبت وشابت عليها، اختارت ذلك بإرادتها حتى تتمكن من قراءة القرآن وحفظه وتحفيظه أيضاً لأحفادها، بحسب روايتها، لـ«الوطن» غير مكترثة بنظرات المحيطين بها وكأنهم يسألون عن دافع عجوز ملأ الشيب رأسها وترك الزمن علاماته على وجهها لخوض تلك التجربة.
ستة أشهر فقط مضت، حتى اجتازت الجدة ليلى البالغة من العمر 63 عاماً، شهادة محو الأمية بنجاح، كانت تحمل أقلامها وكتبها صباح كل يوم متوجهة إلى الفصل بعد أن ذاكرت ما تلقته بالأمس جيداً، هكذا بدت الجدة لأبناء قريتها، وسط دعم زوجها وأبنائها الثلاثة: «كان نفسى أقرأ القرآن وأقعد مع أحفادى أحفّظهم وعلشان كده ولادى وجوزى شجعونى»، قالتها بلهجة أهل الريف البسيطة لتكشف تفاصيل رحلتها لمحو الأمية.
تغيير جذرى فى حياة العجوز الستينية لمسته بنفسها بعد اجتيازها دورة محو الأمية بنجاح، تمكنت من قراءة القرآن وحفظه، بل وتحفيظه لحفيديها، تشعر بانتصار يعيد إليها شبابها حين تتمكن من قراءة اللافتات المعلقة فى الشوارع بمفردها، ولم تعد ترهب التنقل من مكان لآخر داخل محافظتها: «الحمد لله العلم نور.. حققت حلمى وبقيت أقرأ قرآن وأحفّظه لأحفادى وأقرأ أسماء الشوارع».