عميد الدراسات الإسلامية: للسنة النبوية منزلة عظيمة
خلال فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين
عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين بمحافظة القاهرة، أمس، تحت عنوان: «السنة ومكانتها في التشريع»، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تفعله وزارة الأوقاف.
طاعة الرسول واجبة
وقال الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق، في كلمته، إنّ السنة هي ما ثبت عن رسول الله من قولٍ أو فِعْلٍ أو تقريرٍ أو وصفٍ خُلُقي أو خلْقي، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى، أمرنا باتباع الرسول فيما يأمر به وينهى عنه قال: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»، كما قرن طاعة الرسول بطاعته، فقال: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ».
وأضاف أنّ منزلة السنة من التشريع، منزلة عظيمة كونها تتضمن بيان وشرح ما ورد في القرآن الكريم، وتُظهِر المراد منه؛ فهي تُبيِّن مجمل القرآن الكريم، وتخصِّص العام، وتقيِّد المطلق، قال: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم»، كما بين أن السنة النبوية ترتقي في درجات التأصيل والتشريع، حتى تصير مؤسِّسة ومنشئة لحكم جديد ليس في القرآن الكريم؛ كتحديد نصيب الجدة في الإرث، وأحكام الشفعة، وتحريم لُبس الحرير والذهب على الرجال، وجعل الرضاع مُحرِّمًا كالنسب قال: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ»، وتحريم أكل الحيوانات التي لها أنياب، وكذلك الطيور التي لها مخالب ففي الحديث: «نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن كُلِّ ذي نَابٍ مِن السِّبَاع، وعن كلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِن الطَّير».
منزلة السنة من القرآن الكريم
وأكد الدكتور رمضان حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، في كلمته، منزلة السُنة من القرآن الكريم، فتارة تأتي مؤكدة ومقررة للقرآن الكريم كالأمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والنهي عن الشرك بالله، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، وقتل النفس بغير حق فجاءت السنة مؤكدة ومقررة لهذه الأحكام، كما تأتي مبيِّنة ومفصِّلة لحكم جاء في القرآن الكريم مجملا كإقامة الصلاة، فقد ورد ذكرها في القرآن مجملا من غير تفصيل قال: «وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ»، فجاءت السنة فبيَّنت عدد الصلوات، وعدد الركعات في كل صلاة، وما يُقرأ في كل ركعة، وكيفية التشهد، قال: «صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي»، كما بين أن الله أمرنا باتِّباع النبي في أمور العقيدة والعبادة، وفي كل ما أمر به ، كما نهانا عمَّا نهى عنه، كما بين أن منزلة السنة عظيمة في التشريع اتفقت الأمة على قبولها والتسليم لها، والإيمان بها، والعمل بأحكامها.
وأضاف أن الله امتن علينا ببعثة نبيه الذي أنقذنا من الضلالة، وعصمنا به من الهلكة، فهي أكبر النعم بل أصلها، قال: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».