أطباء يرصدون وضع مستشفيات غزة تحت وطأة الحرب.. «لا متخصصون ولا أدوية»
«حامد»: مستشفى المعمداني كان يقدم الخدمة الطبية لمرضى السرطان
د. محمد حامد مدير مؤسسة لعلاج مرضى السرطان
قال الدكتور محمد حامد، مدير مؤسسة مريم لعلاج مرضى السرطان بقطاع غزة، إنّ المؤسسة كانت لديها شراكة مع مستشفى الأهلى المعمدانى المنكوب، إضافة إلى المستشفى التركى، لتقديم العلاج لمرضى السرطان من أبناء القطاع، إلاّ أنّ تلك الجهات لم تعد قادرة على مواصلة تقديم الخدمات للمرضى بسبب العدوان الإسرائيلى المستمر.
وأشار لـ«الوطن»، إلى أن هناك نحو 9 آلاف مريض سرطان يعالجون بالمستشفى التركى وحده، وهو يعتمد على مولد كهربائى واحد فقط، فى ظل انقطاع الكهرباء، الأمر الذى فاقم أوجاع المصابين، لافتاً إلى أنّه لا مجال لتأجيل علاج المرضى.
وأضاف «حامد»: «قصف وتدمير مستشفى المعمدانى تسبّب فى تشريد مرضى السرطان، وكلنا نعلم أن مرضى السرطان بحاجة إلى علاج يومى ومتابعة، ولكن بسبب الحرب ونقص الأدوية باتوا مهددين بشكل مباشر بخطر الموت، وأوضاعهم لا تختلف عمن هم تحت القصف ومهددون بفقد حياتهم فى أى لحظة»، لافتاً إلى أنّ عدداً كبيراً من المرضى وذويهم دُمرت منازلهم وأصبحوا يقيمون فى الحدائق والمستشفيات فى ظل غياب الرعاية الطبية.
وشدد مدير مؤسسة «مريم» لعلاج السرطان على أنّ المرضى بقطاع غزة يعيشون كارثة إنسانية مضاعفة فى ظل الحرب والمجازر التى لم تهدأ منذ ما يقارب الشهر: «نتفهم أن الأولوية فى المستشفيات للمصابين والجرحى جرّاء العدوان، لكن مرضى السرطان حياتهم أصبحت على حافة الهاوية وباتوا من الفئة المنسية والمهمشة بسبب انهيار المنظومة الصحية فى مستشفيات القطاع وافتقارها للكهرباء ونفاد الأدوية الخاصة بهم».
وحول عمل المؤسسة فى ظل تلك الظروف يقول «حامد» إنه فى بداية الحرب على غزة دشنت المؤسسة حملة مع مستشفى الأهلى المعمدانى لتوفير الأدوية الأساسية لمرضى السرطان لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، وذلك من خلال جهود كبيرة للحصول عليها من خلال الصليب الأحمر ومستشفى المطلع وهو الشريك الأكبر لمؤسسة مريم.
ولفت إلى أنّ هناك 80% من أطفال غزة المصابين بأنواع مختلفة من السرطان كانوا يعالجون فى مستشفيات الداخل الفلسطينى ويترددون عليها بشكل دورى قبل العدوان، وتابع: «هناك ما يقرب من نصفهم قد عادوا إلى منازلهم على أمل التوجه للمستشفيات فى الموعد المحدد، ولكن الحرب تسببت فى منعهم من استكمال علاجهم».
وأكد أنّ العديد من مرضى السرطان يحتاجون إلى المغادرة لتلقى العلاج الطبى خارج غزة، وعليهم التقدم للحصول على تصاريح إسرائيلية للخروج عبر معبر إيريز «بيت حانون»، ويتم نقل معظم الذين يحصلون على التصاريح إلى مستشفى أوغوستا فيكتوريا فى القدس الشرقية المحتلة.
وأشار مدير المؤسسة إلى أزمة أخرى تواجه المرضى وهى الطعام، لافتاً إلى أنّ «مريم» تقوم باتصالات عديدة منذ بداية العدوان الإسرائيلى لتوفير الغذاء للمرضى من خلال بعض تجار الجملة والمحال الغذائية التى لا تزال تعمل فى غزة: «تواصلنا مع عدد من التجار وتعهدنا لهم بدفع جميع التكاليف من رواتبنا، حيث نقوم بتوزيع ما يزيد على 300 طرد غذائى لمصابى السرطان».
ولفت إلى أنّ هناك مهمة أخرى لمؤسسة مريم بجانب توفير الأدوية والغذاء وهى تقديم الدعم المعنوى للأطفال وذويهم فى ظل ما وصفها بالإبادة الجماعية لسكان القطاع: «كثير من مرضى السرطان أصبحوا فى العراء، ولذلك أصبح الدعم النفسى والمعنوى لا غنى عنه فى ظل ما يمر به قطاع غزة من ظروف استثنائية وعدوان غاشم لا يفرق بين الكبير والصغير ويستهدف المنازل والمستشفيات ودور العبادة».
وأشار إلى أن تفاقم الأزمة فى قطاع غزة يتطلب دعم المؤسسة: «استقبلت حملة دعم مرضى سرطان غزة مبلغ 60٫000 دولار، ويتم العمل مع هذا المبلغ لدعم مرضى سرطان غزة من خلال الاحتياجات الأساسية للكثير من مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج خارج غزة، فهم لا يستطيعون العودة إلى القطاع وليس بمقدورهم الحصول على مساعدات من عائلاتهم داخله، فأصبح العديد من المرضى ينقصهم أساسيات الحياة مثل الأكل والشرب والغطاء والدواء، بالإضافة إلى الطرود الغذائية».
«شهاب»: نقص الأدوية دفع مصابي الأورام إلى أخذ مسكنات
وقال دكتور فادى شهاب، أخصائى أورام بالمستشفى التركى بقطاع غزة، إنّ معاناة مرضى السرطان فى القطاع لن تنتهى بتوقف إطلاق النار: «حال توقف العدوان وعادت نقاط التفتيش للعمل من جديد، فستكون هناك عملية أخرى للحصول على التصاريح للعلاج خارج القطاع وسيتم تخصيص مزيد من الوقت لترتيب خروج المرضى من غزة إلى المستشفى وسيزيد ذلك من تأخير العلاج الذى عانوا منه خلال فترة الحرب، وهو الأمر الذى سيهدد حياتهم بشكل مضاعف».
ولفت إلى أنّ نقص الأدوية دفع عددا كبيرا من مصابي الأورام الخبيثة إلى استخدام المسكنات للتغلب على الألم، الأمر الذى تسبّب فى ازدياد حالتهم الصحية سوءا.