وزير الخارجية الأسبق: «القمة» ستُصدر توصيات للمجتمع الدولي بوقف كامل لإطلاق النار
السفير محمد العرابى
قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنّ أنظار العالم تتجه نحو القمة العربية الطارئة فى الرياض، المنعقدة غدا، لبحث ومناقشة الأوضاع فى غزة، مشيداً بدور الدبلوماسية المصرية التى قامت بدور كبير على أكثر من مستوى فى أكثر من محور منذ 7 أكتوبر وحتى الآن. وأضاف «العرابى»، فى حواره لـ«الوطن»، أنّ مصر تلعب دوراً أساسياً وريادياً فى توجيه أنظار المجتمع الدولى نحو القضية الفلسطينية، ونجحت بالفعل فى تغيير وجهات نظر البعض.. فإلى نص الحوار:
محمد العرابي: الدبلوماسية المصرية لعبت دورا كبيرا في توجيه أنظار العالم نحو القضية الفلسطينية
كيف ترى القمة العربية التى ستنعقد فى السعودية اليوم؟
- القمة العربية فى المملكة العربية السعودية تستهدف مناقشة تطورات الأوضاع فى غزة، لأنه لا بد أن يكون هناك صوت عربى واحد قوى صلب يستطيع أن يعبّر عن الشارع العربى.
ما أهم التوصيات المنتظرة من القمة العربية السعودية؟
- من المتوقع أن تكون هناك عدة قرارات أو توصيات أو حتى طلبات إلى المجتمع الدولى، على رأسها وقف إطلاق نار فورى شامل، والسماح لجميع المساعدات بالدخول إلى قطاع غزة بكل الوسائل والطرق، سواء كان عن طريق البر أو عن طريق البحر، وذلك حتى يستطيع الشعب الفلسطينى أن يستعيد قدرته مرة أخرى، بعد الحالة الصعبة التى وصل إليها منذ بداية العدوان.
كيف ترى الحديث عن هدنة مؤقتة؟
- فى رأيى أنّ الحل الأفضل هو وقف إطلاق النار بشكل كامل، لأن الهدنة المؤقتة ليست حلاً من وجهة نظرى، خاصة مع تفاقم الأحداث الذى نراه بشكل يومى فى القطاع والمنطقة، ومن المتوقع ألا يوافق المجتمع الدولى عليها.
ما رؤيتك لتطور الأوضاع خلال الفترة القادمة؟
- مصر تبذل جهوداً كبيرة على جميع الأصعدة للوصول إلى حلول جذرية، وفى نفس الوقت قد تكون هناك بوادر انفراجة فيما يخص المحتجزين، وهذا فى حد ذاته من الممكن أن يدفع الأمور إلى شكل إيجابى أكثر فى المرحلة المقبلة، لذلك أعتقد أن مصر تعمل عليه بقوة فى المرحلة الحالية، ومن الممكن جداً أن نصل إلى نتائج فى هذا الشأن على المستوى القريب، بالإضافة إلى ضرورة وجود وفاق فلسطينى وصوت واحد يمثل الشعب الفلسطينى. صحيح أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الشعب الفلسطينى نسيج واحد والقيادات الفلسطينية متقاربة إلى حد كبير فى المنهج وفى إدانة ما تقوم به إسرائيل، ولكن هناك اختلافاً فى الوسائل، ولا نريد للانقسام أن يستمر.
كيف ترى الدبلوماسية التى انتهجتها الدولة المصرية فى التعامل مع الأزمة الفلسطينية الحالية منذ انطلاقها؟
- مصر تحركت منذ بداية الأزمة فى محاور متعددة، لأن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية مبنى على فكرة عدم تصفية القضية الفلسطينية وليس وجود الفلسطينيين فى أى مكان فى مصر، وبالتالى دور مصر كان محورياً، بداية من محاولات فرض التهدئة، ولكن طبعاً الجانب الإسرائيلى كان رافضاً تماماً، لذلك عملت مصر فى مسار آخر وهو تدفق المساعدات إلى قطاع غزة ومساعدة الجرحى على دخول المستشفيات ومساعدة مزدوجى الجنسية والأجانب للخروج من غزة، بالإضافة إلى قمة القاهرة للسلام، وكل تلك الخطوات فى بداية الأزمة كانت مهمة جداً، لأنها أكدت أن مصر ساعية لحل جذرى للقضية الفلسطينية، كما أنّ الاتصالات التى أجرتها مصر مع دول العالم، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول المؤثرة على القضية، لذلك نحن نرى مصر تتحرك بفاعلية كبيرة فى نشاط دبلوماسى مكثف من أجل حماية الشعب الفلسطينى.
كيف ترى الازدواجية الغربية فى التعامل مع القضية الفلسطينية؟
- الازدواجية وتغيير الآراء أمر طبيعى فى الحياة السياسية، ورأينا هذا بالفعل، سواء من مواقف الأفراد داخل مجلس الأمن، أو الازدواجية فى عرض وتناول القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تغيير الآراء ووجهات نظر البعض نحو القضية ومطالبتهم بوقف إطلاق النار لتفادى مزيد من عمليات القتل والانتهاكات التى يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلى، وطبيعة العلاقات الدولية دائماً ما تدار وفق ازدواجية المعايير، وهذا أمر معروف على المستوى السياسى، ومصر تتحرك على هذا الأساس حتى نتفادى أى ردود فعل مفاجئة، مشيراً إلى أن الرأى العام فى العالم ضد الحكومات الغربية وسياستها، وهناك ضغط كبير من الشعوب الغربية على حكامهم، وشاهدنا تغير لغة الخطابات الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، وما حدث بغزة من مجازر إنسانية سيظل نقطة سوداء فى ضمير العالم، ولكن فى النهاية مصر لن تتوانى عن بذل الجهود فى حل القضية الفلسطينية.
إعادة الإعمار
من الممكن أن تشهد القمة مقترحاً للتفكير فى صندوق لإعادة الإعمار وما كلفه التدمير الشامل الذى حدث خلال الفترة الماضية، ومن أهم المقترحات التى من الممكن أن نشهدها فى القمة أيضاً توحيد الصف فى فلسطين، بمعنى أن تكون هناك قيادة فلسطينية موحدة تضم كل الفصائل الفلسطينية، وتناقش كل الخلافات والرؤى والاستراتيجيات، لأنه من المهم الخروج بتوصيات لإيجاد حل سياسى للقضية فى مرحلة لاحقة.