بجهود مصرية مكثفة.. «هدنة» لحقن دماء فلسطين (ملف خاص)
الرئيس السيسي خلال انعقاد قمة القاهرة للسلام
اقترب الأشقاء فى قطاع غزة من التقاط أنفاسهم ولو لأيام قليلة مع التوصل إلى اتفاق هدنة، يدخل حيز التنفيذ غدا، ويستمر 4 أيام، بفضل وساطة «مصرية - قطرية» وبالتعاون مع أمريكا، إذ لم تتوقف الجهود المصرية منذ اللحظة الأولى للعدوان فى السابع من الشهر الماضى، لمنع التصعيد وقصف المدنيين وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وسط إشادات دولية ورسائل شكر لا تنقطع للرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بعد أن أثمر تعاونهما وتنسيقهما المشترك هذا الاتفاق.
دور ليس بالجديد على مصر أرض العروبة، فكل الفلسطينيين كانوا على ثقة أن القاهرة قادرة على وقف نزيف الدم الفلسطينى مهما كانت الصعوبات، فهم بأنفسهم يرون التحركات والجهود والاتصالات المكثفة التى يجريها الرئيس السيسى، والذى لم يترك باباً إلا ودقه ولا طريقاً إلا وسلكه من أجل أن نصل على الأقل لهذه النقطة، التى بالتأكيد تنظر إليها القيادة السياسية المصرية بأنها بادرة يمكن البناء عليها لوقف شامل لإطلاق النار.
قدمت مصر خلال الفترة الماضية نموذجاً فى التعامل مع الأزمة وآلية التحرك فى مثل هذه الحالات، فعلى الصعيد الإنسانى كانت الأكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية والإغاثية، وهيَّأت كل الظروف المناسبة لاستقبال المساعدات من الدول الأخرى، وسياسياً كثفت الاتصالات واللقاءات والتحركات على أعلى المستويات وعبر المحافل الدولية والمناسبات الدبلوماسية كافة، وكما استضافت قمة القاهرة للسلام، شاركت بفاعلية فى القمة الإسلامية العربية فى الرياض، لرفض التصعيد فى غزة ومحاولات التهجير، وشعبياً اصطف المصريون خلف القيادة السياسية، دعماً لموقفها الرافض بكل حسم لأى محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو التهجير القسرى للأشقاء، ولمساندة الشعب المقاوم للاحتلال بالحجارة.
واليوم وصلت الجهود إلى نقطة طالما انتظرها الفلسطينيون، وأصبحت الكرة الآن فى ملعب الاحتلال الإسرائيلى، إذ بات لزاماً عليه الانصياع لبنود الهدنة المؤقتة والالتزام بها، وأن يثبت حسن نواياه تجاه تهدئة طويلة الأمد.. ولمَ لا تكون تلك التهدئة طريقاً إلى تسوية شاملة وبداية لحل عادل للقضية الفلسطينية، وهو ما يصبو إليه دائماً الرئيس السيسى.