الشواهد تشير الي ارادة غالبية الناخبين اختار المصريين الاستقرار والتنمية .. ثم الاستمرار في التنمية .
اكتر من ملاحظة علي المشهد في هذا الاستحقاق الدستوري الاهم . اولها الاقبال الملحوظ من الناخبين ، وثانيها حماسة غير مسبوقة من الشباب .
انتخابات هذه المرة غير كل مرة . اربع مرشحين في تنافس حقيقي وضعت الدولة نفسها فيه علي الحياد التام .
حياد الدولة عامل مهم ، الترتيب الجيد للانتخابات عامل اخر مهم ، والاهم مساحات الحرية في الدعاية الانتخابية لكافة المرشحين .
ضمن ما تحقق في انتخابات هذه الدورة عدالة اعلامية وعدالة دعائية للجميع .
في لجنتي الانتخابية دارت مناقشة في الطابور عن اثنان من المرشحين .. بين اثنين من الناخبين . تحمس كل ناخب لرأيه وكرر كل واحد فيهم اسم مرشحه علنا اكثر من مرة ، حتي تدخل القاضي بتذكيرهم بالصمت .
متي حدث هذا في انتخابات رئاسية مصرية ؟
الاجابة : ولا مرة .
يعني لم يحدث من قبل . لكنه جاري هذه المرة وزيادة . كل مرشح له تاريخ سياسي معروف ، وكله مُنح فرصته كاملة في الدعاية .
كله طلع علي الفضائيات ، وكله حشد انصاره في مؤتمرات شعبية بالمحافظات نشرتها الصحف وتداولت اخبارها الاهرام والجمهورية والاخبار . يعني تداولتها الصحف الرسمية المملوكة للدولة .
اكتر من سبب يجعل الانتخابات هذه المرة مختلفة عن كل مرة . اقبال الشباب كان فوق العادة . الحماس زائد بين طلبة الجامعة ومن يبدون تحت الخامسة والعشرين .
مرة تانية : متي حدث هذا بكل هذا الزخم في انتخابات رئاسية او اي استحقاق دستوري سابق ؟
الاجابة : لم يحدث من قبل .
مصر تغيرت . تغيرت فيها البنية التحتية والطرق والصحة وتغيرت شكل خريطتها كما تغير فيها وعي المواطن السياسي .
المصريون انتخبوا للمستقبل . انتخبوا للي جاي .
اللي جاي كتير والتحديات كبيرة . وكل مشارك في الانتخابات مشارك في اللي جاي . الصوت فعلا يفرق وتاثيره مباشر علي المستقبل وعلي مسير ة بلد .
بالمناسبة المشاركة بالراي في الصندوق غير مشاركة الراي علي مواقع التواصل . لو لم تشارك في الصندوق فرايك علي مواقع التواصل باطل وبطال .
لماذا ؟
لان الكلام علي مواقع التواصل كلام في الهوا . كلام لا يودي ولا يجيب . كلام مواقع التواصل تاثيره ينتهي مع ازدحام التايم لاين . لكن الكلام بالصوت الانتخابي كلام في الصميم .. وكلام في العمق .
لو لم تشارك في الانتخابات ، فاسمح لي ، ليس من حقك التعليق علي الاحداث الجارية ، ولا الكلام فيما يجب وما لايجب .من هنا ورايح .
ليس هذا حجرا علي راي ولا مصادرة لوجهة نظر ، انما ترك الاصل لاثارة الجدل والتشكيك والكلام الفارغ علي فيس بوك وتويتر وبوستات التليجرام لا هي من اصول السياسة ولاهي من مواصفات الديمقراطية .
فترة ما وفي عهود سبقت كان الحديث عن تضييق المؤسسات الرسمية علي الراي الاخر وعلي وجهات النظر الثانية .. النهاردة الدولة هي التي تدعوا الناخب للتصويت اي كان رايه واي كان مرشحه .
الكرة في ملعب الشارع .. وفي ملعب المواطن . والمثل الصيني يقول : لن تصبح تاجرا ما لم تذهب للسوق .
صحيح كل مصري شريك في الاحداث وفي توجهات الدولة واجراءاتها وسياساتها ، لكن الشراكة تبدا من الاستحقاقات الدستورية . لذلك سموها استحقاقات .. الاستحقاق يعني واجب وحق . وانتخابات الرئاسة هي الاستحقاق الاهم .
واعتقاد المشاركة بغير طرقها المعروفة اعتقاد واهي او وهمي او اعتقاد ليس في محله .
ليس من المتصور ان ينادي بعضهم بالديمقراطية وحرية الراي ومزيد من مشاركة المواطن علي مواقع التواصل ، ثم يفوت فرص الديمقراطية وحرية الراي بوضع الصوت الانتخابي في الصندوق .
بقي ملاحظة اخري علي المشهد الانتخابي هذه المرة .. بحركة حزبية ظاهرة .
منظر المرشح الرئاسي حازم عمر علي مشارف لجنته الانتخابية بين انصاره لافت . تصويت عبد السند يمامة بين مجموعات وفدية هو الاخر لافت .. ولافت ايضا اهتمام الصحافة العالمية بتصويت فريد زهران في لجنته الانتخابية ، وسمير زهران هو من هو في عالم المعارضة .
مرة ثانية وثالثة ورابعة الانتخابات هذه المرة غير كل مرة .. عني كمواطن منحت صوتي لمحرر مصر من الاخوان وبادئ عصر الجمهورية الجديدة .. هذا راي .. ولو ان من حقك ان تقول راي مخالف .. وتضعه في صندوق الانتخابات .. بضمان الدولة .
باختصار .. صوتك مضمون .. اي كان .