هل التهادي بين الناس له قاعدة شرعية؟.. الإفتاء تجيب
حكم التهادي.. تعبيرية
ما هي ضوابط إعطاء وقبول الهدية في الشرع الشريف؟، سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، على موقعها الرسمي على الإنترنت، بهدف معرفة إذا كان هناك قاعدة شرعية تُنظم مسألة التهادي بين الناس، أو هناك إطار شرعي مُعين على العبد الالتزام به في هذه المسألة.
ضوابط الهدية في الشرع الإسلامي
وأجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال، بأن الهدايا من الأمور المستحبة، لما لها من أثر على خلق الألفة بين القلوب، مشيرة إلى قول الله تعالى في الآية رقم 177 من سورة البقرة: «وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ»، لافتة إلى أن الهدية تعرف بكونها المال الذي تم إهداؤه لأحد إكراما له.
وأوضحت الإفتاء المصرية، أن الهدية يجب أن تكون مُجردة من أي نوايا سيئة، حيث يمنع الشرع الشريف الهدايا التي تُؤدي إلى ضياع حق أو التي تُؤدي إلى باطل، كما نهى الشرع عن الهدايا التي يتم تقديمها من أجل قضاء حاجة معينة على سبيل أو رشوة وغيره.
ماذا قال النبي عن الهدايا؟
وأشارت دار الإفتاء إلى ما ورد عن أبي حُمَيد السَّاعدي رضي الله عنه قال: استعمل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم رجلًا من الْأَزْدِ يقال له ابن اللُّتْبِيَّةِ على الصدقة، فلما قدِمَ قال: هذا مالُكم وهذا أُهدِيَ إليَّ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فصعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «مَا بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فيأتي يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي! فهَلَّا جَلَسَ فِي بَيتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فينظُر أيهدَى لَهُ أمْ لَا؟ والَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ لَا يَأتِي بِشيءٍ إلَّا جَاءَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ يحمِلُه عَلَى رَقَبَتِهِ؛ إن كَان بَعِيرًا له رُغاء، أو بَقَرةً لها خُوار، أو شَاةً تَيْعَرُ» متفق عليه.
ولفتت إلى ما قاله الإمام النووي في شرح مسلم 12/ 219، ط. دار إحياء التراث العربي: وفي هذا الحديث: بيان أن هدايا العمَّال حرام وغلول؛ لأنه خان في ولايته وأمانته؛ ولهذا ذكر في الحديث في عقوبتِه وحملِه ما أُهدي إليه يوم القيامة كما ذكر مثله في الغالِّ، وقد بيَّن صلى الله عليه وآله وسلم في نفس الحديث السببَ في تحريم الهدية عليه، وأنها بسبب الولاية، بخلاف الهدية لغير العامل؛ فإنها مستحبة اهـ.