مارد إيران يخرج من "الاتفاق النووى"
على مدى سنوات طويلة، كانت إيران هى المهدد الأول لأمن منطقة الشرق الأوسط، ليس لقوتها، وإنما بسبب طموحاتها التى تجاوزت حدود المنطق، فالدولة، التى تدّعى أنها تحمل لواء الثورة الإسلامية، لم تفعل شيئاً سوى أنها تسعى إلى السيطرة على المنطقة من خلال فرض نفوذها وإجبار الغرب على احترامها ووضعها فى عين القوى العظمى، من خلال البرنامج النووى الإيرانى. لسنوات طويلة ظلت الجمهورية الإيرانية فى حالة تناقض تام، يخرج قادتها يؤكدون أنهم لا يسعون إلى الحصول على السلاح النووى، بينما يعملون فى الخفاء على تخصيب اليورانيوم وإنشاء المفاعلات النووية، ولم تجد القوى الغربية أمامها مخرجاً سوى محاولة التفاوض مع إيران، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن بالنسبة لهم، فالرئيس السابق أحمدى نجاد، كان هو العقبة الأساسية فى وجه المفاوضات، حتى بالرغم من تصريحاته التى خرجت تؤكد أن القوى الغربية هى السبب فى فشلها. الآن، وبعد أقل من عامين من وصول الرئيس الإيرانى المعتدل، حسن روحانى، إلى سُدة الحكم، نجحت الأطراف فى التوصل إلى اتفاق إطار لحل أزمة البرنامج النووى الإيرانى، ورغم الاتهامات والانتقادات التى لاحقت الطرفين بعد توقيع الاتفاق، فإنه لم يبق أمام العالم سوى أن ينظر ويراقب ليرى ما إذا كانت ستلتزم «طهران» بالاتفاق النووى، أم أن الحقيقة هى أن قادة إيران يستغلون المفاوضات لكسب نافذة من الوقت تمكنهم من العمل بحرية من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، وعلى أى حال لم يعد يبق سوى 3 أشهر تثبت فيها إيران حسن نواياها، قبل صياغة الاتفاق المكتوب فى شكله النهائى.