"أم شيماء" تحدت المجتمع بـ"الميكروباص": "أنا ست بـ100 راجل"
مع إشراقة يوم جديد تبدأ «أم شيماء» روتينها اليومى، فترتدى العباءة السوداء، وتضع الكحل الأسود المميز، وتذهب إلى موقف الميكروباص (خط رمسيس - الحى السابع)، وهناك تهتف بصوت غليظ لجذب الرُكاب دون أن تشعر بخجل، فهى تسعى لمساعدة زوجها على متاعب الحياة، وتربية بناتها بالحلال. تروى «أم شيماء» قصتها لـ«الوطن»: «جوزى نقاش وعندى 3 بنات فى أعمار مختلفة، منهم بنت اتجوزت بعد ما أخدت ليسانس حقوق، وبنتى التانية فى كلية الآداب، والثالثة فى إعدادى، ولما حسيت إن مصاريف الحياة زادت، اشتريت الميكروباص من أخويا بالتقسيط، فاتعلمت السواقة واشتغلت، وطبعاً جوزى مرفضش طالما بشتغل فى حلال ربنا وبشرف». 10 سنوات مرت على «أم شيماء» وهى تعمل سائقة، حيث بدأت أولى خطواتها فى موقف الحى السابع، وحظيت بسمعة طيبة بين زملائها فى المهنة من الرجال، فيقول أحد السائقين: «مشفناش منها إلا كل خير، ودايماً بتهزر مع الزباين وهما بيركبوا أو لما بتجمع الأجرة، ولو حد اتكلم معاها بشكل مش عاجبها تتخانق معاه لأنها ست بس بـ100 راجل». رحلة السيدة الخمسينية تبدأ يومياً منذ الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، فهى ترفض الاستمرار فى العمل لساعات متأخرة من الليل خوفاً من تعرضها لمضايقات، ولمتابعة شئون منزلها مثل الطهى والتنظيف، وطوال فترة عملها تحرص «أم شيماء» على سماع الأغانى الشعبية أثناء القيادة، وتتعامل مع كل أطياف المجتمع وفئاته، لكن ثمة أمراً واحداً يقلقها فى مهنتها يتعلق برخصة القيادة، حيث تُفرض عليها غرامات عدة بسبب عدم حملها لرخصة قيادة، لذا حرصت على محو أميتها وتتمنى الحصول على رخصة فى أقرب وقت.