«حل الدولتين».. 76 عاما في انتظار التطبيق
«طوفان الأقصى» تعيد القرار للمشهد.. وتطبيقه ينتظر ضغطا دوليا
حل الدولتين
76 عاماً مرت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لسنة 1947، الذى نص على تقسيم فلسطين ما بين دولة يهودية وأخرى عربية، ورغم ما شهدته نفس الفكرة من دفعات ومنعطفات كثيرة على مدار أكثر من ثلاثة أرباع قرن، فإنه لم يكتب لها التطبيق حتى الآن، ولا توجد خارطة طريق تقول إنها يمكن أن تتحقق على أرض الواقع فى المدى المنظور.
عقبات كثيرة وقفت أمام تطبيق هذا الحل، وفقاً للخبراء، يأتى على رأسها المشروع الصهيونى والتطرف الإسرائيلى الذى يرفض إقامة دولة فلسطينية إلى جواره، وهو رفض يدعمه اختلال موازين القوى بين إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تملك القوة التى تمكنها من اغتصاب الأرض، وبين الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين، الذين لا يملكون القوة الكافية التى تدعم حقهم.
وبعد أن بدا أخيراً أنه كُتبت شهادة وفاة «حل الدولتين»، مع إهمال إسرائيل تماماً لهذا الحل وتصورها أنه يمكن استبداله باتفاقيات سلام وتطبيع مع بقية الدول العربية، جاءت عملية «طوفان الأقصى»، حسبما يرصد مراقبون، لتعيد ملف «حل الدولتين» لواجهة المشهد الإقليمى والدولى مجدداً، باعتباره الحل الكفيل بضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين على المدى الطويل، بعد أن بدا أن استمرار الوضع الحالى على ما هو عليه مرشح لانفجارات كبيرة وشديدة الكلفة فى أى وقت.
ورغم هذا الإدراك العالمى، يؤكد الجميع أنه لا يزال هذا الهدف بعيداً جداً، وأن الوصول إليه يحتاج لاشتباك من جانب الأطراف الإقليمية والدولية بجدية لفترة متواصلة لحل هذا الصراع، وممارسة ضغوط شديدة على إسرائيل لإجبارها على القبول بحل عادل للقضية الفلسطينية والتخلى عن أوهام تصفيتها.