تلميذة الصف الثالث: «يدي أصيبت وأبيع حلوى بـ15 شيكل يوميا»
«حلا»: «نزحنا للمدرسة واستهدفوها مرتين»
«حلا أبودقة»
من وسط الركام ورائحة الدخان وأصوات الغارات العنيفة والقصف المستمر على مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة، خرجت «حلا أبودقة»، 9 سنوات، طالبة بالصف الثالث الأساسى، تحمل قطعاً من الحلوى الملونة، تتجول فى الشوارع المدمّرة بعد هدوء الأجواء وانتشال الشهداء والمصابين، تنفض الغبار عن خصلات شعرها الصفراء المنسدلة على ظهرها.
ويرتفع صوتها «حلوى للى بده يشترى، بشيكل واحد بس»، تقصد الأماكن التى تكتظ بالأطفال النازحين فى المخيمات ومدارس الإيواء، فى محاولة منها للترويج لبضاعتها قبل أن تسير فى طريق لا يقل خطورة عما تشهده المدينة، لتعود إلى مدرسة أخرى تابعة لـ«الأونروا»، حيث تقيم أسرتها النازحة المكونة من 5 أشقاء.
تقول «حلا» التى اضطر والداها إلى ترك منزلهما فى مخيم جباليا والتوجّه برفقة أبنائهما إلى جنوب القطاع بعد شهر ونصف من العدوان، حيث المكان الوهمى الآمن الذى أمر جنود الاحتلال السكان بالتوجّه إليه، إنه تم استهداف أفواج النازحين على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال غزة وجنوبها بعشرات الصواريخ أثناء رحلتهم المحفوفة بالموت، ليُصاب والدها وأحد أشقائها بجروح خطيرة.
وتابعت لـ«الوطن»: «بيتنا اتقصف فوق رؤوسنا فى اليوم السابع من الحرب، بس ما أحد صابه شىء، ونزحنا أول مرة لمدرسة فى جباليا بس تم استهدافها مرتين، قبل ما الاحتلال يرموا علينا ورق علشان نروح للجنوب».
وعقب أن حطت أسرة «أبودقة» رحالها فى إحدى مدارس الإيواء التى تضم آلاف النازحين، لم تجد الابنة الوسطى سبيلاً لتوفير لقمة العيش، فى ظل العدوان والجوع والعطش سوى بالخروج للعمل من خلال بيع الحلوى: «باطلع كل يوم الصبح لما يكون القصف بعيد عن المدرسة، أو يعنى مافيش أحزمة نارية فى المنطقة، وباحمل معى كيس فيه الحلويات والسكاكر وأبيعها للأطفال، وباشتغل ممكن 12 ساعة يومياً، وباكسب 15 أو 20 شيكل».
وتصف الطفلة «حلا»، صاحبة الـ9 سنوات، حياتها بأنها رخيصة للغاية، إذ إن روحها بالكاد تساوى ثمن قطعة حلوى، وقالت: «اتعرضت لمواقف كتير، كان بينى وبين الموت لحظات قليلة».