بروفايل| "6 أبريل" على فراش الموت
وقفات احتجاجية، مسيرات ومظاهرات، هتافات تندد بالنظام، أى نظام.. مبارك، المجلس العسكرى، الإخوان، السلطة الانتقالية عقب 30 يونيو، إلى أن ضعفت الحركة وخارت قواها وتفككت وتحللت، حتى لم يبقَ من «6 أبريل» بعد سبع سنين عجاف إلا مجرد «ذكرى اعتصام».
تأسست حركة 6 أبريل عقب الإضراب العام الذى شهدته مدينة المحلة فى 6 أبريل 2008 الذى عُرف بـ«صرخة العمال فى وجه مبارك»، تلك الصرخة التى تضامنت معها بعض القوى السياسية، وخرج من رحمها الحركة الوليدة، يقودها مجموعة من الشباب غير المنتمين لحزب، الذين نظموا عشرات الفعاليات الاحتجاجية المحدودة.. أعداد لا تتجاوز العشرات، يصطفون، يهتفون، يُمسكون لافتات منددة بسياسات النظام، فيما يحيط بهم كردون أمنى يضم المئات من جنود الأمن المركزى.
ومن «الكردون الصغير» إلى «ميدان التحرير» كانت رحلة الحركة خلال 3 أعوام من 2008 حتى 25 يناير 2011، حيث كانت الحركة من أولى القوى السياسية التى دعت للخروج فى مظاهرات تزامناً مع عيد الشرطة، استمرت على مدار ليلتين وثلاثة أيام حتى اندلعت «جمعة الغضب» فى 28 يناير، وانطلق قطار الثورة الذى أكل فى طريقه نظام «مبارك» ومن معه.
عقب الثورة، اعترضت الحركة على سياسات المجلس العسكرى، الذى تكلف بإدارة المرحلة الانتقالية، حتى وصلت المرحلة إلى منتهاها بانتخابات رئاسية خاض جولة الإعادة فيها كل من الفريق أحمد شفيق، آخر رؤوساء حكومات الرئيس المخلوع، ومحمد مرسى، المرشح عن تنظيم الإخوان، الذى لحق بسابقه بعد أن فاز فى الانتخابات، ليتحول إلى «رئيس معزول». أعلنت الحركة الشبابية دعمها لـ«مرشح الإخوان» على حساب «مرشح الفلول»، حسب وصفها، تحت الشعار الذى عُرف بـ«اعصر ليمون».
كانت المرة الأولى التى تطأ فيها أقدام الحركة «دولاب الدولة»، فى عصر حكم المرشد، حيث اختارت «لجنة الإخوان» مؤسس الحركة أحمد ماهر، عضواً بلجنة صياغة الدستور، فى الوقت الذى رفض فيه العديد من القوى المدنية الانضمام إلى اللجنة، لكن الحركة عادت مرة أخرى عن موقفها، وأعلنت رفضها للوثيقة الدستورية التى دعا الرئيس المعزول للتصويت عليها.
قبل «30 يونيو»، بدأت الحركة تلفظ أنفاسها الأخيرة، حيث غاب وجودها عن الساحة السياسية، فى ظل ظهور حركات احتجاجية أخرى، أشهرها «تمرد». وتباين موقف «6 أبريل» من ثورة 30 يونيو، بين المشاركة أو الدعم أو التأييد أو التراجع، لكن أشهراً قليلة بعد «الثورة ضد المرشد»، كانت مدة كافية لتختفى الحركة تماماً، لا سيما فى ظل المشكلات والانشقاقات والانقسامات الداخلية التى عانت منها، وتوجعت بآلامها، حتى صارت على «فراش الموت».