م الآخر| كذب بعض مسئولينا ولو "صدفوا"!
لم أكن أتخيل ذات يوم بعد قيام ثورتين أطاحتا بنظامين دأبا على نهب أموال الفقراء ونشر الظلم أو الإرهاب، أن نعود مرة أخرى إلى دولة تسيطر على بعض المسئولين فيها المصالح الشخصية دون إعلاء مصلحة المواطن المصرى "المطحون" .
بدأنا نسمع خلال الآونة الاخيرة بكثرة نشر المواقع الاخبارية الالكترونية أخبار لزيارة المسئول "الفلانى" الى مستشفى لتقديم بعض الهدايا الرمزية الى المرضى والووقوف بجانبهم والنزول الى الشوارع وتقديم الورد والهدايا إلى الامهات مثلا فى عيد الام والفسيح على المواطنيين فى شم النسيم "على اعتبار ما سيحدث ان شاء الله" ويعلنون ان ذلك بهدف توطيد العلاقة بينهم وبين المواطنيين الشرفاء وتحسين الصورة الذهنية لديهم تجاه المسئولين.
ولكن منذ بضعة ايام وبحكم عملى بمهنة الصحافة رافقت مسئولين كبار بالشرقية خلال زيارتهم الى إحدى المستشفيات لتقديم بعض الهدايا الرمزية للمرضى "وقتها قلت الحمدلله الناس بدأت تحس ببعض " وان الهدف المعلن للزيارة هو توطيد العلاقة بالمواطنيين ومساندتهم فى لحظات مرضهم.
وبعد ذهابى إلى المديرية مكان انطلاق الزيارة المستشفى فوجئت بأن الزيارة هدفها توطيد العلاقة بمدير المستشفى ونطقت الجملة لفظا وسمعتها بأذنى من المشرف على الزيارة دون ان يلاحظنى إلى جواره وقتها "عشان نفتح مع مدير المستشفى سكة لو احتجناه " لم اصدق وقتها ان مسئولين كبارا مثل هؤلاء يقومون بزيارات الى المستشفيات يخطبون ود مديريها ولكسب وساطتهم وقت الحاجة .
لن ابالغ إن قلت ان اساليب و سياسات بعض مسئولي محافظة الشرقية تقوم اساسا على الكذب والنفاق وازدواجية المعايير فى التعامل مع المواطن الشرقاوى المطحون والدى لم يرى حتى يومنا هدا ثمار ثورتى يناير ويونيو التى يتحدث الكثير عن حصدها ولا يتورّع هؤلاء المسؤولين في تعاملهم مع المواطنيين عن استخدام الأساليب الأكثر انحطاطاً وسخافةً فالكثير من هؤلاء المسؤولين لا يرى إلاَّ ما يخدم مصالحهم الشخصية فقط... صدق رسول صلى الله عليه وسلم حين قال " إنما الأعمال بالنيات ".
أصحاب المصالح والمستفدين من امثال هؤلاء "بلاش تطبيل" وتغييب المواطن عن الحقيقة ان لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل وهذا لا ينطبق بالطبع على كل المسئولين بالمحافظة فهناك الكثير من يعمل بضمير حقيقى ويسعى للحفاظ على كرامة المواطن والوقوف بجانبه للنهوض به.