"مرسى" كان ديكتاتوراً.. ومرحلته اتسمت بالقمع والاستبداد
رصد التقرير الوضع الحالى لتنظيم الإخوان، وتطرق إلى مرحلة ما قبل صعودهم إلى السلطة فى مصر، وصولاً إلى عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى من الحكم، انتهاءً بالفترة الحالية. وأشار إلى أن مركز القانون الجنائى الدولى سيصدر تقريراً آخر، يتحدث فيه عن دور الإخوان فى ثورة 25 يناير.
وأوضح التقرير أنه مع صعود «مرسى» للحكم فى يونيو 2012، بدأ فى تشكيل خصوم كثيرين له، وللتنظيم الذى دفع به للسلطة، بعد أن أعطى لنفسه سلطات تشريعية دون الرجوع للقضاء، أو لأى سلطة موجودة فى الدولة، إلى جانب إصدار وثيقة دستورية ديكتاتورية، تتماشى مع أجندة تنظيم الإخوان.
وأشار التقــــرير إلى أنه على الرغم من وصول الإخــــوان إلى الحكم فإنهــــم لم يتنكــــروا لأفعــــال حسن البنا وسيد قطب، وواصلوا السير علـــى خطاهمـــــا، بل عمل التنظيم على التعاون مع الجماعات الإســـــلامية الأخرى التى تتبع أيديولوجيته، بهـــدف إقامة دولـــة «الخـــــلافة الإسلامية».
وأكد التقرير تراجع شعبية الإخوان، وانكسارهم، وحالة العشوائية التى يعيشونها، بعد عزل محمد مرسى، إلاّ أنه على الرغم من ذلك، سيكون من الخطأ الثقة فى أن تنظيمهم سيتوقف عن ممارساته أو يبتعد عن السياسة، فهو سيلجأ فى الفترة الحالية للتنظيمات المسلحة، محذراً من جماعات العنف الناشئة التابعة للإخوان، التى تدافع عن التنظيم بدمائها، حسب التقرير.
وأوضح التقرير أن دولتى قطر وتركيا، تعدان من أهم الدول دعماً لتنظيم «الإخوان»، وقد استضافتا عناصر وأعضاء «الإخوان»، خصوصاً بعد الإطاحة بمحمد مرسى من الحكم، فعلى سبيل المثال، تم نفى يوسف القرضاوى إلى قطر منذ أكثر من ستة عقود، وعلى الرغم من أن كبار أعضاء جماعة «الإخوان» اضطروا إلى مغادرة قطر عام 2014، التى كانت تتعرض لضغوط من دول الخليج بسبب دعمها للتنظيم، فإن حكومة «الدوحة» لم تطرد أحداً منهم بل هم من غادروها منعاً لإحراجها، ولجأوا وقتها إلى الصديقة الأخرى «تركيا».
وأضاف: «كل من تركيا وقطر لهما أهداف وراء دعم تنظيم الإخوان، بعض هذه الأهــداف يتمثل فى أن الحكومة القطرية نفسها تريد استخـــدامهم رغبة منها فى تحقيق الهيمنــــة السياسية على المنطقــــة العربية، وبالتالى تجاوز المملكة العربية السعودية والحصول على مكانتها، فى حين أن تركيا تسعى لاستعادة مكانتها كمقر للخلافة الإسلامية، ولذلك تدعم هى الأخرى تنظيم الإخوان».
وتابع التقرير: من المعروف أن مرحلة حكم المعزول محمد مرسى كانت مرحلة من الاستبداد والقمع واستهداف الصحفيين والسياسيين، ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، وفض الاعتصامات، وهو ما دفع الشعب لفقدان الثقة فيهم، فيما اعتبرت السلطات المصرية، تنظيم الإخوان، تنظيماً إرهابياً، وألقت القبض على عدد كبير من قياداته 2013، ما أدى لضعف شعبيته، وهو الآن يعيش حالة من العشوائية، إلا أن عدداً كبيراً من ميليشيات العنف الناشئة التابعة له، مثل المقاومة الشعبية، وحركة مجهولون، و«ولع»، وغيرها تمارس العديد من العمليات الإرهابية واستهداف رجال الأمن.