مثقفون لـ"الوطن": إحراق وكيل تعليم الجيزة الكتب "تصرف داعشي"
"أنا من بدل بالكتب الصحابا.. لم أجد لي صاحبًا إلا الكتابا"، هكذا وصف أمير الشعراء أحمد شوقي الكتاب، لكن الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، لم تعي معنى تلك المقولة بحرقها أكثر من 75 كتابًا من الكتب الموجودة في مكتبة مدرسة فضل الحديثة الخاصة بمحافظة الجيزة، بدعوى محاربة التطرف، وأثارت هذه الواقعة ردود أفعال غاضبة بين أوساط الشعب المصري عمومًا وأوساط المثقفين خصوصًا.
آراء المثقفين هاجمت واقعة إحراق الكتب، وقال الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، إنه ضد واقعة إحراق الكتب أيًا كان المكتوب بها، مؤكدًا أنه "من المفترض إذا كانت أفكارنا مختلفة أن نواجه الكتب بالكتب، والفكر بالفكر".
وأضاف عبدالحميد، لـ"الوطن"، أن هذه الواقعة ما هي إلا بداية موجة سيئة تجتاح المجتمع المصري وتحمل مزيدًا من العنف والإقصاء للآخر، منوهًا بأن مشهد حرق وكيل وزارة التربية والتعليم بمساعدة مديرة المدرسة إحراق الكتب على الأغاني الوطنية وسط فرحة عارمة "عبثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، معللًا ذلك بأنه لم يصدر من شخص جاهل بل صدر من مُربية ومسؤولة في الوزارة التي تربي وتعلم أبنائنا.
وطالب وزير الثقافة الأسبق، بعدم تمرير المسؤولين الموضوع بشكل هادئ ولا بد من عزلها من منصبها حتي تكون عبرة لكل شخص تسول له نفسه يحرق الكتب، مشددًا على ضرورة محاربة الفكر بالفكر.
فيما أكد الشاعر زين العابدين فؤاد، أن وكيل التربية والتعليم لم تحرق الكتب لمواجهة التطرف بل أن فعلها هو التطرف نفسه، مشددًا على أن حرق الكتب وتدمير التراث هو أقصى صورة للتطرف، مضيفًا أن هذا الأسلوب يشبه تصرفات تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتابع فؤاد، لـ"الوطن"، أن إحراق الكتب أمام التلاميذ ما هو إلا جريمة بحق الإنسانية والفكر، مطالبًا بوضع الدولة حلولًا للتصرف في مثل هذه الحالات، مشيرًا إلى أن هذا الجيل تربى على مثل هذه التصرفات بنشأته في أحضان التطرف والإرهاب الفكري.
وأوضح الروائي سعيد الكفراوي، أن حرق الكتب والمصادرة هي مظهر من مظاهر تراجع التنوير في الثقافة المصرية، قائلًا: "من المفترض أن تكون الثقافة في أي بلد في العالم تتمتع بقدر من السمع والحوار وتبادل الأفكار وإستخدام العقل إلا أننا تعودنا على احتكار الآراء".
وأضاف الكفراوي، أن "وكيل وزارة التربية والتعليم التي أحرقت الكتب لم تعي معنى الأدباء أمثال طه حسين، وعباس العقاد، وعلي عبدالرازق، ولا تفقه ما كتبوه وما تركوه لتاريخ مصر المتسنير".