"عاصفة الحزم" تشن الغارات الأعنف.. وتقتل عشرات "الحوثيين"
شنّت طائرات تحالف «عاصفة الحزم»، صباح أمس، 5 غارات جوية استهدفت معسكر «ماس»، الذى يسيطر عليه الحوثيون منذ أشهر فى محافظة «مأرب»، وتمت محاصرته من قِبل القبائل. كما قصفت القوات السعودية، أمس، قرى بمديرية «رازح» الحدودية فى محافظة «صعدة». وكانت طائرات التحالف شنّت فى وقت سابق أمس غارات على «مواقع وتحركات» ميليشيات الحوثى وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح، استهدف بعضها المتمردين المتحصنين فى القصر الرئاسى بـ«تعز».
ونشر عدد من النشطاء اليمنيين فيديو يُظهر تعرّض القصر الرئاسى فى «تعز» لغارة جوية، فى حين قالت مصادر لـ«سكاى نيوز» إن الضربات على القصر ومعسكر الضيافة أسفرت عن مقتل 16 حوثياً وإصابة 35 آخرين، فيما أعلن مصدر طبى لوكالة «فرانس برس» أن 27 شخصاً على الأقل قُتلوا فى «تعز» فى معارك ليلية بين أنصار «هادى» والحوثيين. وقال شهود عيان إن «إطلاق نار ودوى انفجارات» سُمع طوال ليل أمس الأول فى الأحياء السكنية بـ«تعز»، مضيفاً أن «بين القتلى 19 متمرداً حوثياً وأربعة جنود من اللواء 35». وتزامنت الغارات الجوية مع استمرار المواجهات بين ميليشيات «صالح» و«الحوثى» من جهة واللجان الشعبية وقوات عسكرية من «اللواء 35» من جهة أخرى، وقُتل فى المواجهات -التى تركزت فى مناطق شارع الأربعين ووادى القاضى والمرور والحصب- 30 مسلحاً من الحوثيين وقوات «صالح»، فى حين سقط للقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور 42 قتيلاً. كما واصلت طائرات «عاصفة الحزم» قصفها للمواقع العسكرية اليمنية، خاصة مخازن الأسلحة والصواريخ فى «صنعاء»، ونال معسكر الصواريخ الباليستية فى جبل «فج عطان» بجنوب صنعاء النصيب الأكبر من التدمير طوال عمليات القصف التى استمرت منذ فجر الجمعة، وحتى الساعات الأولى من أمس، وذكرت صحيفة «اليمن اليوم» التابعة للرئيس اليمنى السابق «صالح» أن صنعاء و«تعز» تعرضتا طوال أمس الأول لقصف هو الأعنف من جانب مقاتلات «عاصفة الحزم».
وشهدت منطقة «فج عطان» نزوحاً كبيراً من جانب المواطنين اليمنيين فى الأيام القليلة الماضية بسبب كثرة الضربات التى استهدفت المعسكر الواقع أعلى الجبل المحيط بالمنطقة، كما تضرّرت المنازل بشكل كبير. كما أكدت مصادر يمنية أن الرئيس السابق على عبدالله صالح وجماعة الحوثيين شكّلا خلية إعلامية مشتركة أُسندت إليها مهمة إرباك المشهد الإعلامى فى اليمن من خلال الترويج لأخبار غير صحيحة وبث الشائعات وتوجيه الأحداث نحو مسارات أخرى والحديث عن انتصارات لم تحدث على أرض الواقع بهدف التشويش على المتابعين والمهتمين بالشأن اليمنى فى الداخل والخارج. وأكدت المصادر أن هذه الخلية تتكون من إعلاميين يمنيين موالين للرئيس السابق وجماعة الحوثيين ومستشارين من إيران.
وعلى صعيد آخر، أعلنت السعودية صباح أمس أنها قرّرت منح الأمم المتحدة مساعدة قدرها 274 مليون دولار لتمويل العمليات الإنسانية فى اليمن، تلبية لنداء أطلقته المنظمة الدولية أمس الأول.
وفى أول رد فعل كويتى رسمى على تبنى مجلس الأمن الدولى مشروع القرار العربى بشأن اليمن، الذى يحظر تزويد الحوثيين بالأسلحة ويفرض عقوبات على قادتهم ونجل الرئيس السابق على عبدالله صالح، رحب وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله بهذا القرار، مشدداً على أن «التحرّك فى إطار عملية عاصفة الحزم انطلق من أسس شرعية». وأضاف «الجارالله»، لصحيفة «الرأى» الكويتية، أن «قرار مجلس الأمن جاء ليؤكد شرعية القيام بعمليات عسكرية لمواجهة الحوثيين»، مؤكداً أن «الشرعية الدولية ستدفع بتكريس الشرعيتين الخليجية والعربية وستدفع بالعناصر التى خرجت عن إطار الشرعية للعودة لها مرة أخرى والقبول بها». وأضاف «الجارالله» أن «عملية عاصفة الحزم بدأت لتصويب العملية السياسية للدفاع عن استقرار وأمن دول مجلس التعاون الخليجى، وستتواصل إلى أن تحقّق الضمانات التى تكفل استقرار وأمن هذه الدول».
وفى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «الشارع» اليمنية المستقلة أن الرئيس اليمنى السابق قدّم مبادرة إلى دولتى الإمارات وسلطنة عمان باسم «حزب المؤتمر»، تتضمن وقف قصف طائرات التحالف والحرب القائمة فى اليمن ونقل صلاحيات الرئيس عبدربه منصور إلى نائبه خالد بحاح، وسحب جميع الميليشيات المسلحة من صنعاء، وكل المحافظات وتسليم المقار الحكومية للسلطات الرسمية، وقيام قوات الأمن والجيش بتسلم المدن والمحافظات وتولى حفظ الأمن فيها واستمرار محافظى المحافظات فى أداء عملهم. ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن «مبادرة (صالح) تتضمن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 6 أشهر أو سنة على أقصى تقدير وتشكيل حكومة جديدة، واستكمال الحوار بين القوى السياسية اليمنية». وأوضح المصدر أن «صالح» طلب من الدولتين وقف الحرب، لكنهما طلبتا منه التقدّم بمبادرة فى هذا الشأن وقدّمها بالفعل منذ أسبوع، ولم ترد السعودية عليها، إلا أن قناة «العربية» أعلنت رفض السعودية للمبادرة.
من جانبه، ناقش الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى اتصال هاتفى مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس الأول، التطورات فى اليمن. وأعلن «البيت الأبيض»، أن «أوباما» أكد للعاهل السعودى التزام واشنطن بأمن المملكة، مشيراً إلى أن الزعيمين شدّدا على أهمية الحوار لإعادة الاستقرار فى اليمن. وواصل الرئيس الإيرانى حسن روحانى هجومه على المملكة السعودية، وزعم أن «العائلة المالكة السعودية فى الرياض ستحصد الكراهية التى تزرعها فى اليمن بحملتها من الغارات الجوية». وأضاف «روحانى»، بمناسبة العرض العسكرى السنوى للجيش الإيرانى، أن «قتل المدنيين فى اليمن لن يجلب السلطة أو الفخر»، مؤكداً أن «القوات المسلحة الإيرانية لا تشكل تهديداً لأحد فى المنطقة».
وفى سياق منفصل، قامت الخارجية الألمانية بإجلاء رعايا ألمان وجنسيات أخرى من اليمن، حفاظاً على أمنهم، وطبقاً لبيان أصدرته الخارجية الألمانية مساء أمس الأول فإن ألمانيا قامت باستئجار طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الأردنية وقامت بنقل وإجلاء مائة شخص من صنعاء، حيث حطت الطائرة فى جيبوتى، تمهيداً لنقل كل رعية إلى موطنها. وأضاف البيان أن من بين الرعايا الذين تم إجلاؤهم من صنعاء رعايا أوروبيون من جنسيات مختلفة، فضلاً عن أسر من اليمن.