بروفايل| عبدالحي عزب.. رئيس "الجامعة" يهدد طلابه
بملامح غاضبة وعصبية مفرطة، وعيون شاخصة نحو الكامير، تحدث بكلمات دموية، لا تخلو من التهديد والوعيد، خرج عبدالحي عزب عن وقار الأستاذ الجامعي، وتخلى عن هدوء رئيس أقدم جامعة مصرية، متحدثا بلهجة قاطعي الرقاب: "همسك راسه كده وجسمه كده، وهفصل دماغه عن جسمه"، ولم يكتفى بتلك الكلمات بل أخذ يردد: "هطلع رقبته عن جسمه"، ويستطرد: "هحرق كبده".
تصريحات خارج السياق خرج بها رئيس جامعة الأزهر، عقب أحداث جامعة القاهرة، مهددًا بحرق كبد وقلب كل طالب يحرق شيء، أو يعتدى على مبانيها، فالرجل الذي يعد الرئيس الـ13 لجامعة اﻷزهر، هو نفسه أكثر رؤساءها إثارة للجدل، في ظروف غاية في الصعوبة كانت تمر بها الجامعة اﻷكبر.
يواجه عبد الحي عزب، محاولات طلاب جماعة الإخوان في السيطرة على الجامعة واستخدامها كأداة في مواجهة الدولة، فكانت بيدهم كل شيء، يمنعون المحاضرات بل كان بيدهم دخول وخروج الأساتذة ودخول العمداء إلى كلياتهم، بعد أن مارس طلاب اﻹخوان أبشع أنواع اﻹرهاب للجميع بحرقهم الكليات والمدينة الطلابية التابعة للجامعة والاعتداءات البدنية على أغلب العمداء، وفي وسط كل هذه اﻷهوال التي كانت تعيشها جامعة اﻷلف عام.
كان يجلس الدكتور عبدالحي عزب، عميد كلية الشريعة والقانون، مغتاظًا لما يحدث لجامعته وانفراط عقدها وخروجها التام عن السيطرة، كما تحدث من قبل في اﻷيام اﻷولى لرئاسته للجامعة، وما إن سنحت الفرصة بعد بلوغ رئيسها السابق سن المعاش وفتح باب التقدم لمنصب الرئيس حتى تقدم عزب ليتحمل هذه المسؤولية الضخمة، وما إن تم اختياره حتى كان أول تصريح له جئت ﻹعادة الانضباط للجامعة.
واستطاع بشكل كبير بعد فصله لقرابة الـ400 من طلاب اﻹخوان وتحويله عدد كبير منهم للتحقيق، ويبدو أنه مع انتصاره الكبير ذاك خلق لديه شعورًا ظن بالقدره على التصدي لكل شيء حتى اﻹعلام فبات يخرج بتصريحات يمكن وصفها بغير المنطقية، "سأفقأ عين الطلاب المشاغبين وسأقطع رقابهم وأخيرًا سأحرق قلوبهم وأفئدتهم"، وهو ما يعطي انطباعًا سيئًا.
وأضاف أنه يخلق حالة من التردي في تصريحات المسؤولين ﻻ يمكن السكوت عنها حتى ﻻ تمتد العدوى لغيره من المسؤوليين وعلى الدولة تنبيه الرجل اﻷنسب ﻹدارة جامعة اﻷزهر لسرعة إعادة متحدث باسم الجامعة، لأنه ليس اﻷنسب للظهور اﻹعلامي فليس كل ما على البال يمكن أن يقال يا سيادة رئيس الجامعة.