حديقة حيوان العريش.. الإرهاب يخرس "زئير الأسود"
على مساحة 5 أفدنة، وأمام الطريق الدولي بالقرب من حي الريسة، تستقر حديقة حيوان العريش، في مقابلة متحف العريش القومي، وبالقرب من الكتيبة 101 التابعة للجيش، أمام بوابتها كان يتراص المئات من المواطنين في الأعياد المختلفة، يركبون الأحصنة قبل دخولهم إلى الحديقة الصغيرة من حيث المساحة كحال مدينتهم.
لافتة خضراء كتب عليها بالخط العريض حديقة حيوان العريش، أصوات زئير الأسود يسمعها ساكني حي الريسة وأبي صقل القريبين من الحديقة في ساعات الليل المتأخرة أو قبل الشروق، ومؤخرًا أصبح الأهالي لا يسمعون للأسود صوتًا، واستعاضوا عن زئيرهم بأصوات الانفجارات والاشتباكات التي تحدث دائمًا بين الجيش والمسلحين في محيط الكتيبة 101.
بعد تحرير سيناء بعشرة أعوام تقريبًا، رصدت الحكومة مبلغًا من المال، لإنشاء حديقة حيوان في العريش، كانت الحكومة وقتها تعمل على تشجيع المواطنين للذهاب إلى شمال سيناء وتعميرها، بسحب ما يوضح عبدالعزيز الغالي، الباحث في الشأن السيناوي، مضيفًا أنه رغم أن الحديقة كانت ذات إمكانيات متواضعة سواء من حيث المساحة أو نوعية الحيوانات المتواجدة داخلها، إلا أنها كانت كافية لترضي المواطن السيناوي، وترسم الابتسامة على وجه الأطفال في الأعياد، قبل غزو الإرهاب للمدينة الطيبة.
أنواع الحيوانات الموجودة في الحديقة يتعدون على الأصابع، فهم بضعة أسود ومجموعة من النسانيس وضبع وثعالب سيناوية وأنواع من الطيور المختلفة، وكبش أروي، وعدد من النعامات، إضافة إلى حديقة خاصة بالطفل، تحتوي على "مراجيح"، تجذب الأطفال إليها، فيما يصف الغالي في تصريحاته لـ"الوطن"، حديقة الحيوان في العريش بالهزيلة.
في العام الماضي، سقطت قذائف هاون على الحديقة بالخطأ، بعد أن أخطأت هدفها وهو الكتيبة 101، الملاصقة للحديقة، لكن لحسن الحظ لم تسفر القذائف عن حدوث أي أضرار في الحديقة، التي هجرها زوارها منذ ثورة يناير، وتدهورت الأوضاع الأمنية في المحافظة، ويرى عبدالعزيز الغالي، أن الوضع الأمني المتدهور أثر تأثيرًا كبيرًا على الحديقة، وجعلها تعاني من ندرة الزوار في المناسبات.