لكل حادث "شماعة": التسمم "جراكن المياه".. والتصادم "مزلقان"
«جراكن غير مطابقة للمواصفات»، هكذا عللت الشركة القابضة للمياه تسمم أكثر من 141 مواطناً فور تناولهم مياه الشرب بمحافظة الشرقية، مؤكدة براءة المياه «محل الاشتباه»، الأمر الذى زاد من غضب الأهالى. الواقعة سبقتها حوادث مشابهة، فلم تكن «الجراكن» وحدها المتهم فى تلك النوعية من الأزمات، فقد سبقها «المزلقان» المتهم الرئيسى فى حادثة قطار منفلوط التى أودت بحياة 50 طفلاً، و«طريق الموت» فى حادث تصادم بالخارجة فى الوادى الجديد، الذى أسفر عن مصرع العشرات.
«مجرد شائعات مغرضة غير معلومة الأسباب والمصدر»، بحسب العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة للمياه، فإن نتيجة تحليل المياه «سليمة»، وفقاً لعينات تم أخذها من الشارع محل الحادثة والشوارع المحيطة، موضحاً أن مياه الشرب تصدر من شبكة تغذى 3 محطات أخرى ولا يمكن أن تتسبب فى تسمم المواطنين، أما الجراكن فهى المسئولة عن التسمم، على حد قوله، لأن مصدرها محطات شعبية لتعبئة المياه تستخدمها بعد استهلاكها فى تخزين زيوت السيارات، «وبالتالى من الطبيعى أن تقع الحادثة».
محمد عبدالغفار عيد، استيقظ من نومه على خبر أذاعه مؤذن المسجد المجاور لمنزله بالإبراهيمية: «لا تشربوا الماء.. فإنها مسممة»، ظن أنها شائعة فى البداية، لكنه احتاط أيضاً بعدم تناول المياه، وحذر أسرته منها، وتهيأ سريعاً للتوجه إلى الوحدة الصحية بعد أن تيقن من زيادة حالات التسمم فى محيطه: «عُمر الجراكن ما سممت حد فى بلدنا، طول عمرنا بنستخدمها، دى حجة الحكومة بسبب إهمالهم فى صيانة محطات المياه». أحياناً كثيرة تغيب عنهم المياه، الأمر الذى لا يقلق أهالى الإبراهيمية، لوجود البديل الآمن، بحسب الرجل الستينى: «بنشترى من جراكن نضيفة أو فنطاس يزن 95 كيلو يوزع على الأهالى فى بيوتهم.. الحكومة هى المسئولة، مش الجراكن، وفى كل حادث بيشوفوا شماعة يعلقوا عليها الواقعة».