تامر حسنى: اكتشفت وجود "مخطط لتدميرى".. واعتزالي مرهون بالطموح
قدم تامر حسنى، العديد من التجارب الغنائية، التى عبرت عن جيله، وجعلته فى مقدمة الأصوات الشابة، بما يحمله من مقومات، وتحقيقه لنجاحات، لم تقتصر على الصعيد المحلى فحسب، بل امتدت لكثير من الدول العربية، ومؤخراً وصلت لدول أوروبا وأمريكا، بعد أن توجه بلغته العربية، للغناء مع عدد من المطربين العالميين، فضلاً عن قيامه سنوياً بجولات غنائية هناك. «تامر» فى حواره لـ«الوطن» يتحدث عن أجواء جولته الغنائية الأخيرة فى أوروبا، ويوضح حقيقة ما تردد حول إثارته لأزمة مرورية فى شارع «الشانزليزيه» بالعاصمة الفرنسية باريس، ويكشف النقاب لأول مرة عن مخطط لتدميره، اكتشفه منذ فترة.
■ كيف جاءت أجواء أولى جولاتك الغنائية فى أوروبا؟
- كانت جولة ناجحة، وأشعر حيالها بسعادة بالغة، لحفاوة استقبال الجاليات العربية والأجنبية، التى حضرت حفلاتى بشكل فاق كل التوقعات، وتعد هذه الجولة بمثابة أولى جولاتى فى أوروبا، بعد أن قمت العام الماضى بجولة مماثلة، فى دول أمريكا، وكندا، وأستراليا.
■ هل اتجاهك للغناء مع مطربين أجانب ساهم فى اتساع دائرة جمهورك بالخارج؟
- هذه الخطوة ساهمت فى زيادة جماهيريتى، وإن كان الأجانب بمختلف جنسياتهم كانوا يوجدون فى حفلاتى بنسبة ضئيلة، من قبل تقديمى لأى دويتو عالمى، إلا أن نسبة حضورهم تزايدت بالتبعية بعد خطوة الغناء مع مطربيهم، لدرجة أن بعض حفلاتى السابقة كان نصف جمهورها من الجاليات الأجنبية.
■ ما حقيقة رفضك للتعاون مع مطربين أمريكان واتهامك لهم بالعنصرية؟
- المعلومة حقيقية، وجاءت خلال عقد جلسات عمل، مع عدد من النجوم فى أمريكا، وكلما اقترحت عليهم فكرة التبادل الثقافى، من خلال غنائهم باللغة العربية، أو استخدام موسيقانا الشرقية، أجد عدم قبول من جانبهم، مما دفعنى للتراجع عن التعاون معهم، خاصة أن رفضهم كان يعارض فكرة مشروعى، التى حملتها على عاتقى طيلة الفترة الماضية، والقائمة على نشر لغتنا العربية بالخارج، كمحاولة للرد على قيام الإعلام الغربى بتصدير صورة سلبية عن العرب، لذلك سعيت للتصدى إلى هذا المخطط فى نطاق عملى، ولكن إذا وجدت مستقبلاً أغنية تجمعنى بمطرب أجنبى، وتطلبت فكرتها الغناء باللغة الإنجليزية فقط، فلن أتردد فى تقديمها، بشرط أن تكون خالية من العنصرية.
■ وهل يعنى كلامك أن توجهك للغناء خارج مصر كان لغرض سياسى؟
- أعتبره غرضاً إنسانياً، وليس سياسياً، لأن أى منطقة فى العالم تضم أناساً أخياراً وأشراراً، وبالتالى لا يجوز للإعلام الغربى أن يُصدر طوال الوقت صورة سلبية عنا، ولهذا السبب أردت أن أنجح فى بلادهم، وأدفع مطربيهم للغناء بلغتنا، وبعيداً عن هذا وذاك، أردت أن أكون عنصراً مؤثراً على الأجانب، لا متأثراً بهم، لأننا أصبحنا نقلدهم ونحذو حذوهم، فوجدت أن الوقت قد حان ليقلدونا ويقتدوا بنا.
■ ما صحة ما نُشر فى الصحف الأجنبية حول إثارتك لأزمة مرورية فى شارع «الشانزليزيه» بفرنسا؟
- فوجئت باحتشاد أجانب من مختلف الجنسيات، يرغبون فى التصوير معى، وشعرت لحظتها بأن «شقا عمرى» لم يضع هباء، وظل الشعور بالفخر يراودنى، بأنى شخص مصرى عربى، حقق نجاحاً على هذه الأرض.
■ ولماذا اخترت أغنية «180 درجة» لتصويرها دون غيرها من أغنيات ألبومك؟
- شعرت بحيرة بالغة أثناء اختيار أغنية الكليب، مما دفعنى لسؤال جمهورى عبر صفحتى بموقع «فيس بوك»، فوجدت اختياراتهم منحصرة بين 4 أغنيات وهى: «فى الحياة»، «اطمنى»، «نفسى نرجع تانى» و«180 درجة»، وفوجئت بعدها بشاب يدعى «أسامة» يرغب فى مقابلتى، حاملاً فكرة لتصوير أغنية «180 درجة»، وأنا بطبعى أحب الاستماع للشباب والمواهب الجديدة، لما يمتلكونه من أفكار براقة، وبالفعل استمعت لفكرته وأعجبت بمضمونها رغم تحفظى على بعض مشاهدها، ولكنى بدأت أنحاز لتصويرها، رغم تعالى الأصوات التى نادت بتصوير أغنية أخرى، وأمام هذه الحيرة قررت أن أستنبط بنفسى أى أغنية سأصورها من خلال اطلاعى على تعليقات الجمهور. واستوقفنى تعليق أحد الشباب أكد خلاله أن أغنية «180 درجة»، ستمثل حالة جديدة ومختلفة، كونها تشهد حالة حب تضم 3 أطراف، ومن هنا قررت تصوير هذه الأغنية مع المخرج ياسر سامى، ووافقت شركة «روتانا» على مطلبى برصد ميزانية ضخمة للكليب، ولكننا فوجئنا بتخطينا للميزانية المحددة، مما جعلنى أتكبد المبلغ المتبقى من مالى الخاص، علماً بأن هذه الميزانية تعادل تقريباً تكلفة نصف فيلم سينمائى.
■ هل يعبر الكليب عن وقائع من تجربتك الشخصية؟
- هناك معانٍ عديدة فى حياتى تشبه هذه الأغنية، وعندما استمعت لفكرة الكليب وجدتها تمس مواقف تعرضت لها فى بداياتى الفنية، وتحديداً عند قيام بعض الأشخاص بتصدير طاقاتهم السلبية نحوى، كى تحول بينى وبين أحلامى الفنية، وواجهت صعوبات وقتها كانت من الممكن أن تهد جبلاً، لا شاباً فى مقتبل عمره، منها مثلاً حدوث تغير جذرى فى مواقف بعض الأشخاص، حيث فوجئت ببعض المقربين منى يتبخرون من حولى، اعتقاداً منهم بأن مشاكلى قد قصمت ظهرى، وفى المقابل وجدت أشخاصاً بعيدين عنى يقتربون منى فى هذه الفترة، ولذلك أشعر بالامتنان دائماً لأوقات الشدة، لأنها تبرز المعادن الحقيقية للبشر.[FirstQuote]
■ تعرض الكليب لفكرة الخيانة، فهل تعرضت لنفس الموقف فى حياتك الشخصية أو المهنية؟
- لم أتعرض للخيانة فى حياتى الشخصية، ولكنى اصطدمت بهذا الشعور على الصعيد المهنى، بعدما فوجئت بتخلى بعض الأشخاص عنى، وقت المشاكل والأزمات، والأدهى من ذلك كان اكتشافى بأن وجودهم فى حياتى كان بغرض تدميرى، والرغبة فى عدم نجاحى، وهؤلاء قمت بمواجهتهم وأبعدتهم بعدها عن حياتى.
■ لماذا لم تغنِ فى الكليب واعتمدت على أدائك التمثيلى.. وهل يمكنك تغليب التمثيل على الغناء مستقبلاً؟
- هذه الفكرة تراودنى منذ سنوات عدة، لأنى كنت أرغب فى الاعتماد على تامر الممثل، مع الإبقاء على صوتى فى الكليب، ولكن بشكل يفصل كليهما عن بعضهما بعضاً، أما بخصوص الشق الثانى من سؤالك، فأنا ظهرت للجمهور كمطرب، وبعدها بعام واحد خضت تجربة التمثيل، من خلال فيلم «حالة حب»، ولكن التمثيل لن يبعدنى عن الغناء، بحكم أن كليهما يسرى فى دمى، وأبذل من أجلهما مجهوداً مضنياً، وربما أن تفرغ بعض زملائى المطربين للتمثيل ناتج عن تحقيقهم لنجاح فيه، يفوق ما حققوه فى الغناء.
■ لماذا آثرت الابتعاد عن الدراما التليفزيونية هذا العام؟
- دعنى أحدثك بصراحة، وأقول إن مسلسل «فرق توقيت»، كان من الممكن تقديمه بشكل أفضل مما ظهر عليه، وتحديداً فيما يخص القصة وطريقة تنفيذها، وأعتقد أن موعد عرضه ظلمه نسبياً، رغم حصوله على أعلى نسبة مشاهدة، وأفضل مسلسل تليفزيونى فى العديد من الاستفتاءات، التى أضعها على عينى ورأسى، ولكن يظل إحساس الفنان بعمله هو الفيصل، وما حدث فى «فرق توقيت»، يتلخص فى توحد آراء الجهة المنتجة والمؤلف والمخرج، على تقديم العمل بطريقتى «الفلاش باك»، و«الفلاش فور ورد»، وهذه الطريقة فى رأيى تحدث ارتباكاً لدى المشاهد، وتجعله لا يركز فى الرسائل المقدمة من المسلسل، ولذلك أرى أننى بحاجة لبعض الوقت كى أعود للدراما التليفزيونية بعمل مختلف، كحال مسلسل «آدم» الذى كان نتاج 10 سنوات من التفكير، مما جعله يحقق نجاحاً ساحقاً عند عرضه.
■ وما ردك على ما أثير حول اعتزالك الدراما التليفزيونية لعدم تحقيق مسلسلك الأخير النجاح الذى حققه «آدم»؟
- اعتزلت؟! هناك نوعان من النجاح، أحدهما متفرد والآخر عادى، ودعنا نتفق على أن فيلم كـ«عمر وسلمى»، ترك أثراً كبيراً عند الجمهور، وليس بالضرورة أن تحقق كل أفلامى نفس المردود رغم نجاحها، ومن هنا يعد «آدم» نجاحاً متفرداً، أما «فرق توقيت»، فتسبب اختلاف وجهات النظر فى جعله أقل نجاحاً، ولا بد أن أنوه أن المسلسل حظى بنسبة مشاهدة مرتفعة وفقاً للاستفتاءات والإحصاءات، ولكن ما ذكرته سلفاً كان إحساسى الشخصى، وأنا بطبعى أحب الوقوف أمام المرآة لأنى «مش بحب أضحك على نفسى».
■ وهل من الممكن أن تعتزل الغناء يوماً ما؟
- ولمَ لا؟ أعيش من أجل تحقيق طموح إنسانى معين، ولكنى لن أتمكن حالياً من الكشف عن ماهيته، فإذا لم أستطع تحقيقه أثناء فترة عملى بالتمثيل أو الغناء، فأعتقد أنه سيتطلب منى الاعتزال، وحينها لن أتردد فى اتخاذ هذه الخطوة.
■ ما آخر المستجدات بخصوص فيلمك الجديد؟
- الفيلم تعرض لصعوبات عديدة خلال الفترة الماضية، وتم تغيير مخرجه أثناء مرحلة التحضيرات، وقمنا بتجديد قصته، وأعدنا كتابتها من جديد، وحينها كان باقى الأبطال يستعدون لتصوير أعمالهم التليفزيونية، فاتفقنا على تأجيل بدء التصوير لحين انتهائهم من مسلسلاتهم، ونبدأ بعدها فى تصوير الفيلم الذى لم نستقر على اسمه بعد.
■ وهل انتهت خلافاتك مع المطرب محمد حماقى بعد ظهوركما معاً فى أكثر من مناسبة؟
- لا خلافات بينى وبين «حماقى»، ودعنى أسألك: هل سمعته يتكلم عنى ذات مرة بصورة سيئة؟ هل سمعتنى أتحدث عنه بشكل مشين؟ نحن شباب مصرى ربنا كرمنا ونجحنا، فلماذا محاولات الإيقاع بيننا عبر اختلاق قصص وهمية؟ أرى أن مشكلة التعصب الجماهيرى التى أطالب دائماً بنبذها وراء ظهور شائعات، وأخبار كاذبة، بالإضافة إلى حدوث انقسام كبير فى ميول الناس خلال الفترة الماضية.
■ وما حقيقة ما يتردد حول اتجاهك للانضمام إلى «أرابيان رايتس» بعد حضورك مؤتمر الشركة الأخير؟
- انضمامى للشركة ما زال قيد الدراسة، وحضورى للمؤتمر كان بغرض تقريب المسافات بين وجهة النظر التى يتبناها أيمن بهجت قمر، وآراء المنتجين المخالفة لوجهة نظره، ولذلك تمنيت فى كلمتى بالمؤتمر حضور كل الأطراف، وقلت بالنص: «مش هينفع نقول أى كلام طالما ما فيش منتج موجود يطلع يدافع عن حقه ووجهة نظره».