خلال احتفالية "قادرون باختلاف" يوم أمس، تحدث الرئيس السيسي عن صفقة رأس الحكمة، وعن الدفعة الأولى التي وصلت إلى البنك المركزي، ضمن الجدول الزمني الذي أعلنه رئيس الوزراء.
هذه أول خطوة تنفيذية على الأرض في طريق إتمام صفقة رأس الحكمة، وهي علامة جدية شديدة الأهمية على أن هذه الصفقة ستمثل حجر زاوية في خطوات الخروج من الأزمة الحالية.
لكن، هنا من الضروري أن نتأمل ما حدث خلال نحو عامين من الأزمة.. كل أعداء الدولة المصرية كانوا يؤكدون أنها ستمثل الضربة القاضية للاقتصاد المصري، وأنها ستكون نهاية النظام السياسي.. كان هذا رهانهم، رهان على الخراب.
في المقابل، كنا نؤكد أنها أزمة مؤقتة، مهما كانت حدتها.. فمن أين جاء التأكيد الذي يبدو أنه يتحقق الآن على الأرض؟
الأسباب ستجدها متحققة في صفقة رأس الحكمة، فالاستثمار -حتى وإن كان يحمل دعما للاقتصاد المصري- هو أيضا يستهدف تحقيق مكاسب مالية، وهذه المكاسب متوقعة جدا من صفقة رأس الحكمة لمصر وللجانب الإماراتي، حيث الموقع الساحر للمدينة التي سُتقام عليها المشروعات، والطلب المرتفع داخل الاقتصاد المصري من قِبل المستهلكين، وهو ما يعزز المكاسب.
هذا نموذج للفرص المتاحة داخل الاقتصاد: موقع جغرافي + طلب مرتفع، مُضافا إليهما كفاءات ضخمة في كل المجالات.
الطلب هو المحرك الرئيسي في أي اقتصاد، والطلب في مصر مرتفع جدا عبر كل المجالات، نتيجة عدد السكان وتنوعهم والكتلة الشابة الضخمة في التركيبة السكانية.
هذا النموذج يمكن تطبيقه على أي استثمار في مصر، ولهذا السبب تحديدا عقدت الدولة اتفاقات استثمارية متعددة في ذروة الأزمة، فهؤلاء الذين أرادوا ضخ أموالهم يعلمون جيدا أن الطلب المرتفع والفرص المتاحة داخل الاقتصاد، ستدفعه نحو الخروج من الأزمة، وأن اغتنام الفرص سيحقق مكاسب مالية لا محالة.
هذه تحديدا هي الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نقول إن الأزمة ستمر، وسنعود أفضل من ذي قبل.. حينما تمتلك مقومات النهوض والانطلاق، تصبح الأزمات عابرة وإن طالت، قابلة للتخطي وإن عظمت.
أنت على أرض تمثل موطنا هائلا للفرص، والجميع يعلم ذلك، ويريد استغلال تلك الفرص.. ولا عزاء لمن راهنوا على الخراب وخسر رهانهم "كالعادة".