دعاء حلمى تكتب.. «ألف ليلة وليلة» مصرية!! عودة الرواية المصرية إلى بيتها
دعاء حلمي
تواترت المصادر التى تطرقت إلى المنشأ الأصلى لحكايات ألف ليلة وليلة، ذلك الكتاب الذى يشتمل على 1001 حكاية والذى كان اسمه فى السابق «ألف خرافة» ثم «الليالى العربية» لأنه لم يكن كتاباً بشكله المعتاد ولكن تم جمعه على مدى قرون واختلفت الروايات عن بلده الأصلى، ولكن تم الإجماع على أنه فى الغالب هندى المنشأ أو فارسى.
إلا أن الأدب المصرى القديم كان هو البداية الحقيقية لكل أنواع السرد والحكاية منذ صدر التاريخ من أول الأسطورة والنقد السياسى وقصص الحيوان ولا تزال قصص مثل سنوهى والقروى الفصيح ونجاة الملاح شاهدة على تلك البداية التى اشتُق منها كل البدايات فى تاريخ الأدب العالمى التى ترجع عهودها إلى ما قبل التاريخ، كما ورد بمتون الأهرام. وهناك قصص ترجع إلى عهد الدولة الحديثة، مثل قصة «فتح يافا»، وقصة «ون آمون» وقصص أخرى كُتبت باللغة الشعبية مثل قصة «الأخوين» وقصة «الأمير المسحور» أو «الأمير المقدّر عليه»، وهو ما يثبت بشكل لا يدع أى مجال للشك أن الحضارة المصرية كانت هى بيت الحكاية منذ فجر التاريخ ونشأته ومن مصر انطلقت الدراما بأشكالها وفروعها، فقد تعددت وتنوعت أنواع الأدب التى عرفها المصرى القديم، وخلّفت لنا بُعداً إنسانياً للحضارة المصرية القديمة.
وهناك أواصر وثيقة تربط بين الحضارات الشعبية المصرية وبين قصص عديدة فى الآداب اللاحقة، مثل قصة حى بين يقظان وسندباد وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وروبنسون كروزو وحكايات لافونتين وغيرها.
وقد أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ترجمة لكتاب جاستون ماسبيرو الذى أُطلق اسمه على الشارع الكائن به مبنى الإذاعة والتليفزيون، كتاب «حكايات شعبية فرعونية»، وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه يُعد أول نموذج واضح وسليم لترجمة هذه النماذج الأدبية للحكايات الشعبية فى مصر القديمة تمكّن من خلاله ماسبيرو من إثبات أن أصل حكايات ألف ليلة وليلة هى قصص المصرى القديم.
وكانت مصر أول من نقل تلك الحكايات إلى الشاشات، فكانت البداية بفيلم ألف ليلة وليلة عام 1941 بطولة على الكسار وعقيلة راتب.. لينتج بعدها بسنوات فى عام 1974 فيلم بنفس الاسم إنتاج فرنسى إيطالى، وتنقلها بعدها إلى شاشة التليفزيون تحت نفس العنوان فى 1984 بطولة حسين فهمى ونجلاء فتحى لتصبح جزءاً لا يتجزأ من شاشة شهر رمضان كل عام على مدار سنوات طويلة، ولكن توقف إنتاج ألف ليلة وليلة أيضاً لسنوات طويلة، إلا أنها تعود اليوم بقرار من الشركة المتحدة لتعود اليوم «أصل الحكاية» إلى بيتها الأصلى ومنشئها بيت الراوى المصرى القديم، وهى علامة فارقة توضح عودة الدراما إلى بيتها ومركز إشعاعها، منارة الدراما العربية والعالم أجمع.