ملف خاص| بين مفصول ومضرب ومشرد.. هؤلاء لن يحتفلوا بـ"عيد العمال"
أياديهم الخشنة اشتاقت إلى عنائها، آذانهم أوحشتها أصوات "المكن الدائر" التي تفوق في حلاوتها أعذب الألحان، وجباههم توق عرقها الذي يحمل في مراره طعم الكرامة، لتصبح كل أحلامهم متمثلة في لقمة هنيئة يأكلونها مع أبنائهم جزاءً على كدهم.. ذلك هو حال عمال مصريين وقفوا في ركن بعيد يكتفون بموضع المشاهدة، بعد أن رفضت ظروفهم أن يكونوا ضمن الفرحين بيوم خصصته الدولة للاحتفال بأمثالهم.
"لا جديد سوى مزيد من التشريد"، شعار رفعه ملايين العمال الذين صرخت قلوبهم في صمت، حلموا بثورتين قامتا في ذلك البلد من أجل تبديل أحوالهم، غير أن الحال بقى كما هو عليه، لتبقى استغاثاتهم أمرًا مكررًا وصرخاتهم ألفتها آذان المسؤولين.
"الوطن" اقتحمت معاناة هؤلاء الذين لن يحتفلوا بعيدهم، وقفت بين عامل عانى ظلم الفصل دون سابق إنذار، وآخر يواجه شبح التشرد بعد غلق باب رزق قام عليه بيته، وثالث هرب من أزمة البطالة في وطنه إلى شبح الموت في بلد غريب، ليجد نفسه مخيرًا بين الحفاظ على رزقه أو النجاة بحياته.