بالصور|تعرف على "الجامع الأزرق" الذي تفتتحه الآثار بعد5سنوات من ترميمه
يفتتح وزير الآثار ممدوح الدماطي، ومحافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد، الجامع الأزرق (آق سنقر) بمنطقة الدرب الأحمر، وذلك بعد الانتهاء من تطويره من قبل منظمة "أغاخان" للثقافة بحضور عدد من الشخصيات العامة. [SecondImage]
ويقع الجامع الأزرق، ذو الطراز المملوكي، والذي يعرف كذلك باسم جامع "آق سنقر" ـ "إبراهيم أغا مستحفظان" في القاهرة القديمة، وتم بناؤه عام 1347، وهو يتميز بجدرانه المغطاة بالرخام الأزرق وأحجار القرميد ذات رسوم الأزهار في الجدران الداخلي، وعلى الطراز العثماني التي تتميز بذات اللون الأزرق، ما جعل المسجد يحمل ذلك الاسم، وأُضيفت تلك الأحجار عند ترميمه عام 1652، ويضم الجامع ضريحين ومنبر ذا زخارف معقدة مزين بأحجار ملونة ورسوم لكرمة عنب، ويعد قريبًا بدرجة كبيرة من المنطقة التي تم فيها اكتشاف جدران مدينة صلاح الدين مؤخرًا ويفصلها شارع عن حديقة الأزهر، بحسب الهيئة العامة للسياحة.
بدأت أعمال ترميمه منذ عام 2009، بعدما أغلق نتيجة الأضرار التي تعرض لها خلال زلزال 1992، وأعادت مؤسسة "اغاخان للثقافة" تنفيذ مشروع الترميم بالكامل في إطار مشروعاتها للحفاظ على المباني والمساجد الأثرية بالقاهرة بالتأكد من سلامة المسجد من الناحية الإنشائية، وبناء وتعزيز هيكل الجامع ومحتوياته وعمل المعالجات اللازمة لترميم جميع الأسطح والجدران الداخلية والبلاطات وتنفيذ القطع المفقودة وتركيبها كالسابق.[ThirdImage]
بُني الجامع فوق مقابر أهل القاهرة، وعند بدء الحفر لوضع الأسس وجد البناؤون بقايا الموتى، فشرع الأمير سنقر في بناء مسجده، معتمدًا على خبرته الذاتية في الإشراف على بناء القصور والمساجد السلطانية، أنشأه الأمير شمس الدين آق سنقر أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وترتفع مئذنته الفريدة بتصميم يميزها عن سائر مآذن العصر المملوكي، بحسب صحيفة "اليوم" السعودية.
ويبلغ عرض المسجد 80 مترًا وطوله 100 متر، ويوجد في وسطه صحن مفتوح محاط بـ 4 أروقة ذات أعمدة، أكبرها رواق القبلة الذي يضم بائكتين، أما الثلاثة الباقية فيضم كل منها بائكة واحدة، وتتكون العمارة الخارجية له من 4 واجهات حجرية بكل منها مدخل وعلى جانبي كل مدخل دخلات ذات مجموعة من الشبابيك، يقع المدخل الرئيسي في الواجهة الشمالية، إذ يتم الصعود إليه بدرج حجري.
وتقع مئذنة الجامع الأزرق في الطرف الشمالي للواجهة الغربية لجامع آق سنقر، وشيدت فوق قاعدة متعامدة الأضلاع، ارتفاعها إلى مستوى الشرافات التي تتوج جدران المسجد الخارجية، والدورة الأولى للمئذنة جاءت على هيئة بدن أسطواني مستدير، بخلاف ما هو مألوف في المآذن المملوكية التي تتخذ أولى دوراتها هيئة المربع أو المثمن، والدورة الثانية أقصر من الأولى وزخرف بدنها الأسطواني على هيئة قنوات مستطيلة أو تضليعات تذكرنا بتقاليد المآذن السلجوقية في آسيا، أما الدورة الثالثة فبدنها سدسي الأضلاع، يفتح في كل ضلع من أضلاعها الستة بعقد فارسي مدبب على شرفة المؤذن الوسطى، وفوق هذه الدورة شرفة آذان متوجة بخوذة قبة خشبية مغلفة بالرصاص، شيدت على هذا النحو في عام 1307هـ، بإشراف هرتس باشا مدير لجنة حفظ الآثار العربية، وحلت مكان خوذة مجرية كان لها نفس الشكل، وفقًا لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
وأُطلق اسم "إبراهيم أغا مستحفظان" على الجامع الأزرق أيضًا، لأنه في عام 1652 ميلاديًا، قام إبراهيم أغا مستحفظان، بإصلاح هذا المسجد بهرم القبوات المصلبة واستعاض عنها بأسقف من الخشب وكساص الإيوان الشرقي بالقاشاني، وكسا جدار القبلة على جانبي المحراب حتى السقف ببلاطات خزفية رائعة الألوان والزخارف، وهي أكبر مجموعة من بلاطات القاشاني التركي، والتي صنعت في إحدى المدن التركية، بطلب من إبراهيم أغا، كما يوجد به مدفن الأمير آق سنقر الناصري.