من الأمور المهمة التى استوقفتنى خلال الشهر المبارك هو شبه اختفاء الأخبار الكاذبة والمشوهة التى دأبت قوى الشر على ترويجها عبر السوشيال ميديا، حيث انصرف عنها الجمهور بملاحقة المسلسلات الجميلة التى زيَّنت ملامح قوتنا الناعمة وجعلت الجماهير تتسابق لمشاهدة أكبر قدر ممكن من الأعمال الفنية المتنوعة التى أثارت جدلاً واسعاً بين النقاد والمشاهدين.. ولا شك أن ضيق الوقت لم يسمح بمتابعة كل الأعمال الفنية التى حفل بها رمضان هذا العام، وكل منا يُمنِّى نفسه بمشاهدة ما فاته لاحقاً، ولكن ذلك لا يمنع من متابعة النقاش حول هذه الأعمال.
وقد شاهدت حلقات مسلسل الحشاشين الذى يُعرِّى مؤامرات استغلال الدين الحنيف فى السياسة والتحكم فى مصائر الشعوب بادعاء الحرص على الحكم بتعاليم الدين، وهم أبعد ما يكون عن قيم الإسلام النبيلة. وقد كان للنجم الرائع كريم عبدالعزيز دور كبير فى إيصال مضمون هذا العمل التاريخى الذى جاء فى وقته فعلاً كما سجله الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال بدقة ومهارة.
وتثور مناقشات مستمرة بين المصريين بصدد مسلسل «إمبراطورية م» للكاتب العملاق إحسان عبدالقدوس وبطولة النجم الكبير خالد النبوى ومجموعة من المبدعين، وكذلك تستمر المناقشات بشأن مسلسل «عتبات البهجة» للنجم الكبير يحيى الفخرانى وغير ذلك من الأعمال الفنية التى جذبت الجماهير للمشاهدة والتقييم الموضوعى لما يشاهدونه من إبداعات غابت عنا طويلاً وتركت فراغاً تسللت إليه قوى الشر لتشويه المفاهيم ونشر التحريض على العمليات الإرهابية بدعوى تطبيق الدين والدين منهم براء.
لقد سجَّل الفن المصرى الأصيل والمحترم نجاحاً ساحقاً فى إخراس ألسنة العملاء، ودفع نشاطهم على السوشيال ميديا إلى الهاوية، واختفت إلى حد كبير آمالهم الشريرة بعد أن حل الفن الأصيل والمعبِّر عن قضايا واقعية تهم المواطن وترقى بمفاهيمه، وأعادتها إلى الأصالة الوطنية الحقيقية، والتنبيه إلى السلبيات لمعالجتها والتغلب عليها، وهذا هو دور القوة الناعمة الذى عادت لتأديته «المتحدة» ببراعة وطنية أكيدة.