صاحب السعادة.. "بلياتشو"
أينما وقفوا تجد الألوان المبهجة والضحكات المرتفعة والفرحة العارمة، شباب لا يعرف الراحة من أجل إسعاد الآخرين، يلطخون وجوههم بألوان فاقعة، ثم ينزلون الشارع بحثاً عن الوجوه العابسة لإسعادها.
اعتاد فريق «ضحكة فى صندوق» أن يرتب لحفلات السعادة التى يقدمها لجمهوره، لكن هذا اليوم جاء دون ترتيب، بينما كان أعضاء الفريق يتجولون داخل مول شهير بمدينة 6 أكتوبر فإذا بهم يتعثرون بشخص من ذوى الاحتياجات الخاصة، نظر إليهم بإعجاب، فوجوههم الملونة لفتت انتباهه، وقفوا أمامه وعندما عرفوا أنه جاء ليحتفل بعيد ميلاده التفوا حوله وأصبح اليوم هو أسعد أيام «أحمد فايز» الذى أصبح صديقاً مقرباً لكل أعضاء الفريق.
«أحمد مابيتكلمش طبيعى، ومابيعرفش يستعمل إيده قوى، لكن لما سألته انت مبسوط، ضحك واتنطط على الكرسى وفضل يقول هييه هييه»، قالها «جوزيف فايز» عضو الفريق، معبراً عن سعادته بقدرة الفريق على إسعاد «أحمد»، الذى أصبح صديقاً قوياً للفريق، وأصبح الفريق يحتفل بعيد ميلاده كل عام: «أحمد بيحس وعايز اللى يفرحه، وإحنا بقينا أصدقاء له جداً، عشان كده بنحاول نفرحه كل سنة فى عيد ميلاده».
يوم عيد ميلاد «أحمد» محفور فى ذاكرة أعضاء الفريق، يأتى اليوم فيذهبون إليه ليجدوه فى انتظارهم، يضحك بمجرد رؤيتهم ويحرك جسده الجالس على كرسى متحرك فرحاً بهم: «ممكن نقعد عام كامل ما نزرش أحمد ولا نشوفه لكن يوم عيد ميلاده لازم نروح له ونحتفل ونفرحه، هو بيستنانا فى اليوم ده واحنا مانقدرش ننساه».
يؤمن فريق «ضحكة فى صندوق» أن الحياة حلوة، وأن مقابلة أشخاص فى حياتنا صدفة قد تغير من مسارها كلية: «إسعاد أى شخص يؤدى إلى تغيير كبير فى حياتنا وحياة الآخرين، وهو ما نسعى إلى إحداثه طوال الوقت، وإرسال ضحكة فى صندوق للجميع».