«عبدالله» كنفاني بلدي ورث «الكوز والعجانة»: إحنا بتوع الطعم الأصلي
صناعة الكنافة البلدي
داخل فرن بلدى بأحد الأزقة الضيقة فى مدينة المحلة الكبرى، يقف عبدالله الجوهرى، 24 عاماً، حاملاً فى يده «كوز» صغيراً مثقوباً من الأسفل، يضع فيه جزءاً من العجين، ويمرره بحركات دائرية على صاج ساخن، وينتظر ثوانى معدودة حتى تصبح جاهزة للبيع، ويظل طوال يومه حتى تفرغ كمية العجين، فقد أصبح معروفاً بين أهل منطقته والمناطق المجاورة بصناعة الكنافة البلدى.
يعمل «عبدالله» فى صناعة الكنافة، عندما كان بعمر الـ16 عاماً، إذ كان يساعد والده ويتعلم منه، يبدأ بتسخين الصاج جيداً، ثم يضع من خليط عجينة الكنافة السائلة، فى «كوز» صغير به ثقوب عديدة فى الأسفل، ويحركه بشكل دائرى مستمر فوق الصاج، ثم ينتظر دقائق معدودة حتى يجف العجين، ويخرجه وينظف المكان، ويعاود هذه الحركات مرة أخرى، ويستمر فى ذلك حتى تنتهى كمية العجين، ويحكى: «المهنة دى والدى ورثها عن جدى، وأنا اتعلمت كل أسرارها، لحد لما بقيت كنفانى شاطر».
إقبال أهالى المحلة على الكنافة البلدى
يقبل العديد من أهالى مدينة المحلة الكبرى على الكنافة البلدى، التى تختلف عن الكنافة الآلى فى القوام والطعم، فالأولى لا تحتاج سوى مياه ودقيق فقط، وقوامها سميك، أى يتم تشكيلها كخيوط سميكة أو عريضة نوعاً ما، وعند طهيها تتشبع بكمية كبيرة من السمنة والشربات، ومَن يتذوقها يشعر بالطعم الأصلى للكنافة.
«عبدالله» اشتهر بصناعة الكنافة البلدى
اشتهر «عبدالله» بصناعة الكنافة البلدى، ولا يحتاج فى إعدادها سوى «العجّانة، الكوز، الحلة، الصينية، والأنبوبة»، تلك الأدوات البسيطة تساعده، على إنتاج كميات كبيرة من الكنافة، تكفى عدداً كبيراً من أهالى المحلة الكبرى والمناطق المجاورة، فلا تشكل المسافة عائقاً أمامهم للحصول على الطعم الأصلى، فيأتون من أماكن بعيدة، منها طنطا، المنصورة والشرقية: «البيع دا رزق من عند ربنا، ساعات أبيع كمية كبيرة، والكنافة كلها تخلص فى يوم واحد».