تتسارع خطوات ومؤثرات التكنولوجيا لتقارب المسافات بين الدول القوية والدول الضعيفة، الدول التي تمتلك ترسانات الأسلحة الضخمة والدول التي لا تمتلك إلا القليل.
كانت حرب العصابات من قبل قادرة على حسم حروب كبيرة ضد دول عاتية، ويذكر التاريخ في أكبر صفحاته حرب فيتنام ضد أمريكا، عندما هزم جيش المستضعفين أكبر الجيوش غطرسة في العصر الحديث.
والآن صارت دول متوسطة القوة تمتلك طائرات درون المسيرة بدون طيار والتي قلبت موازين الحروب والمعارك بتكاليف بسيطة للغاية، لكن تصنيعها يحتاج إلى تكنولوجيا وهو ما سعت إليه الدول التي تحرص على امتلاك الدرونز.
وعلى ذكر حرب فيتنام، استطاع بسطاء ذلك البلد البطل إذلال أمريكا ودفعها لطلب التفاوض في باريس بعدما قضت معركة – تيت – أو عيد تيت على كرامة الجيش الأمريكي ما جعل الرأي العام هناك يثور ضد الإدارة الأمريكية وتخرج المظاهرات والإضرابات والاعتصامات بعدما زاد عدد الجنود الأمريكيين العائدين في أكياس بلاستيك. الآن صارت حرب العصابات هي حرب –السوشيال ميديا– أو وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي التي جعلت كل الأفراد في كل أنحاء العالم مقاتلين، كل منهم بموبايل يحمله في يده. صارت حربا ناعمة لا تحتاج إلى ذخيرة أو نصب كمائن للقوات المعادية.
لذلك حان الوقت لكي يكون هناك جيش عربي إلكتروني من الشباب البارع في استخدام التكنولوجيا يكون منظما وقادرا على الوصول والتأثير على الرأي العام في أمريكا وأوروبا وإحاطة هؤلاء الناس بما يجري في فلسطين وفي كل قضايانا التي نعاني منها بسبب قوى الاستعمار الغربي منذ قرون طويلة .
حان الوقت لكي تقوم الجهات المعنية بتشكيل هذا الجيش العربي على أعلى مستوى، بعدما صار لدينا شباب نابغ في مجال التكنولوجيا والكمبيوتر قادر علي القيام بمهام تعدل موازين القوى بين المدججين بأفتك الأسلحة والذين يُعملون عقولهم مستخدمين شاشات الكمبيوتر.
إن شبابنا العربي أمل الأمة في هذه الحرب في ظل استمرار الدعم الغربي لإسرائيل في كل المجالات.
استطاع الجنرال جياب وزير دفاع فيتنام والذي انتصر على أعتى الدول –أمريكا وفرنسا– بفكره وتنظيمه، ان يتواصل مع الرأي العام الأمريكي عبر أفلام تم تصويرها لجرائم الجيش الأمريكي في بلاده وواظب على إرسالها لوسائل الإعلام التي نشرتها تباعا مما أثار الناس هناك ووقفوا بحسم ضد الإدارة الأمريكية ساعين إلى وقف الحرب التي استمرت 18 عاما.
الأمر ليس مستحيلا.. وهو يتطلب إرادة.. وقدرة.. وأعتقد أن كليهما موجود.