قيم المواطنة تعبير عن التحضر والرقى الإنسانى، المواطنة تعبر عن المسار الطويل الذى سارته البشرية لتصل إلى هذه المكانة التى نعيشها من حقوق للإنسان وحق التعبير وإبداء الرأى. قبل قرون كان بعض الناس يعيشون حياة العبودية والرق، والنساء كن جوارى وإماء. استغرق الأمر قروناً من الكفاح لكى يعبر الإنسان تلك الأزمان المظلمة وينتقل إلى مرحلة أرقى من الحضارة واحترام أخيه الإنسان.خلال السنوات العشر الماضية استطاعت الدولة أن ترسخ مفاهيم المواطنة بصورة واضحة، لا تفرق بين مسلم وقبطى أو بين غنى وفقير أو بين قوى وضعيف. تتصدر المواطنة الدستور فى مادته الأولى لتؤكد المساواة بين المواطنين والعدالة بين الأكفاء. قطعت الدولة شوطاً طويلاً فى حل مشكلة استمرت قروناً وهى مشكلة بناء وترميم الكنائس، وقررت الدولة أن يكون فى كل مجتمع عمرانى جديد مسجد وكنيسة ولم يعد بناء الكنائس يمثل مشكلة، فالتراخيص تصدر بدون تعقيدات.فى البرلمان الحالى، نواب وشيوخ، أعطت الدولة للمواطنين الأقباط نسبة غير مسبوقة من المقاعد، وتم تعيين سيدة قبطية وكيلاً لمجلس الشيوخ فى سابقة هى الأولى من نوعها، وحرصت على تمثيل الأقباط فى المجالس المحلية القادمة بنسبة معتبرة تأكيداً لقيم المواطنة. أثبتت الأحداث التى مرت بمصر بعد 2011 أن ترابط النسيج الوطنى أنقذ البلاد والعباد من الأخطار الداهمة التى أحاطت بالوطن، ولم يكن هناك فرق فى أداء الواجب بين مواطن وآخر لأى سبب. تكاتفت الأيدى واندفع الجميع لينقذ مصر التى ما كان لها خيراً لو أن النسيج الوطنى لم يكن متيناً.إن المواطنة تساوى فى الحقوق والواجبات وتوفر لكل مواطن الشعور بالأمان فى دولة تقدره ويحترمها.