* فى كل كتب الحديث والسيرة تقرأ أن صحابياً سأل آخر: من أين؟ فيقول له: من عند النبى «صلى الله عليه وسلم»، ويلقى صحابياً آخر فيقول له: إلى أين؟ فيجيبه: إلى النبى «صلى الله عليه وسلم»، وهكذا كانت حياة الصحابة من النبى وإليه أو عنده، كان فى فكرهم وعقلهم وقلبهم، يحبهم ويحبونه، يقبلون عليه ويقبل عليهم، ويقدمونه على الأزواج والأولاد والأموال.
* وإذا كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» قد مات، فإن سيرته وسنته وهديه لم ولن تموت، فينبغى على كل محب للنبى أن يجعل هذا الهدى النبوى قبلته، فلا تراه إلا منخرطاً بكليته فى هدى النبى وسيرته وسنته، محباً وعاشقاً ومتيماً ومقتدياً ومهتدياً بها، سائراً على منهجه، منفذاً لأوامره بحب وتجرد وإخلاص.
* وإذا اشتاق إلى الرسول «صلى الله عليه وسلم» يصلى عليه كثيراً، فكأنما قابله ولقيه وجالسه وعاش معه بقلبه وجوارحه ليصل إلى ما كان يفعله الصحابة مع النبى.
* الإسلام يعنى القرآن والسنة، والشريعة الإسلامية أهم مصادرها القرآن والسنة، حياة المسلم تستقى تعاليمها من القرآن والسنة، السنة لا تقل أهمية عن القرآن؛ فهى الشارحة له، وهى الإطار العملى والتنفيذى له، فلولا السنة ما عرفنا أن الصلوات خمس، ولا عرفنا عدد ركعاتها وسجداتها وكيفية أدائها، ولولاها ما عرفنا مقادير الزكوات، ولا فرائض وسنن الحج، وتفاصيل عبادة الصيام.
* السنة هى الكتالوج المفسر والموضح للقرآن، السنة تعنى النبى «صلى الله عليه وسلم»، ومن يريد إلغاء السنة هو فى الحقيقة يريد إلغاء النبى وإقصاء هديه عن الحياة، وقد نص القرآن على أهمية السنة وفرض العمل باتباع الرسول فقال تعالى: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا».
* قال الملحن المبدع بليغ حمدى للشيخ النقشبندى: «أنا فى دماغى لحن دينى عايز أعمله لك تواشيح»، رفض الشيخ النقشبندى فكرة تلحين تواشيحه بالموسيقى، ولكن الرئيس السادات أقنعه بذلك، وقال لوزير الإعلام وقتها: «استغلوا صوت الشيخ النقشبندى قبل أن يموت»، فذهب الثلاثة: عبدالفتاح مصطفى، المؤلف العظيم، والشيخ النقشبندى، صاحب أعظم وأصدق صوت فى تاريخ مصر، ومعهما بليغ حمدى، أفضل ملحن فى تاريخ مصر، فأخرجوا عشرة تواشيح من أبدع ما سمعه العالم العربى والإسلامى، وعلى رأسها اللحن الذى رفضه «النقشبندى» من قبل وهى «مولاى.. يا مولاى»، وكلهم تبرعوا بأجورهم، وقاموا بذلك لوجه الله وحده، ولذلك خلدت أعمال «النقشبندى»، ومر عليها أكثر من خمسين عاماً وما زالت حية نابضة، وكانت أنشودة «مولاى.. يا مولاى» أجمل وأقوى ما صدح به صوت «النقشبندى».
* وكانت بعض تواشيحه ملهمة للشعب المصرى أيام العبور العظيم فى 6 أكتوبر وفيها دعا للجيش المصرى بالنصر والفوز ومنها قوله: «يا رب وحد شملنا واجمع على الحق البلادا / واجعل حدوداً فرقتها لا تفرقها ودادا / ما نحن إلا أمة حملت رسالتها جهاداً / قادت بأيديها العدا أسرى وتأبى أن تقادا / إنى لأبصر روحنا فأرى بها السبع الشدادا / والغيب والتاريخ تحت ظلالها وجدا مهادا / وأرى النبى وجنده حملا لها ماءً وزادا / يا رب فانصر جيشها وأعنه / من أجلها حمل البنادق، ولها ركب الجيادا».
* وكانت كلماته هذه تلهب حماس الشعب المصرى أيام حربه مع إسرائيل، وكانت تعبر وقتها عن الموقف الرسمى والشعبى للأمة المصرية كلها التى قدمت آلاف الشهداء نصرة لقضية فلسطين وحماية لمصر والأمة العربية، ومنها نشيده الرائع «الله يا الله ما خاب فيك رجاء»، الذى يوضع مع كل الفيديوهات الخاصة بغزة فى الوقت الحالى ويؤثر على كل سامعيه.